الثورة – المحرر السياسي:
في مثل هذا اليوم سجلت الوثائق قيام عصابات الأسد بارتكاب أفظع المجازر بحق أهالي مدينة حماة وتقوم في هذه الأيام وسائل الإعلام العالمية من محطات تلفزة ومواقع بإجراء اللقاءات والحوارات مع أهالي حماة من الناجين وبعض الخارجين من المعتقلات الذين كانوا شهود عيان على المجزرة المروعة التي امتدت لأسابيع، وكان الدمار الشامل قد طال أحياء الكيلانية والعصيدة الشمالية والزنبقي وبين الحيرين، حيث سُويت بشكل كامل بالأرض، وأشارت التقارير الحقوقية الدولية إلى أن أحياء البارودية والباشورية والحميدية والأميرية والمناخ دُمرت بنسبة 80%، فيما تراوح الدمار في باقي أجزاء المدينة بين ربعها إلى نصفها.
صحيفة الثورة رصدت بعض الشهادات التي نشرتها قناة “الحرة” الفضائية وسجلت روايات أصحابها، يقول رئيف مرعي، لموقع “الحرة”، حاولت قوات الأسد اقتحام المدينة، لكن اشتباكات عنيفة أجبرتها على الانسحاب. ردت القوات بقصف عشوائي وكثيف بالمدافع والطائرات، مما أدى إلى تدمير أحياء كاملة ومساجد وعيادات ومنازل ومرافق أخرى دون تمييز، وسقوط عشرات القتلى والجرحى في أقل من يومين، لافتًا إلى أنه كان في الثلاثين من عمره عندما وقعت تلك الأحداث الدموية في مدينته.
ويتابع مرعي، الذي كان ضابطًا طيارًا جرى تسريحه من الجيش قبل بضعة سنوات من المذبحة، إلى أنه كان من الذين شاركوا في الدفاع عن مدينته، رغم قلة السلاح والذخيرة لديهم، قائلاً: “أنا من سكان ما يعرف بحي الشرقية، وقد اضطررنا للمقاومة إلى آخر نفس. كنا آخر حي يسقط بأيدي قوات النظام، التي كانت معظمها من صبغة طائفية معينة. كانوا يمارسون القتل بدم بارد ويفتخرون بقتل الأطفال وبقر بطون الحوامل. في النهاية، وبعد أن نفدت ذخيرتي، اضطررت للاستسلام”.
بدوره عبد الناصر العلوان، الذي كان طفلًا صغيرًا وقت وقوع مذابح فبراير، فيقول: “نحن نجونا من الموت بأعجوبة لأننا كنا نقطن في حي على أطراف المدينة. فوالدي كان رافضًا لمغادرة المنزل حتى الأيام الأخيرة من المجازر”.
ويضيف: “كانت بعض الوحدات العسكرية ذات صبغة طائفية معينة بقيادة رفعت الأسد لا تتورع عن ارتكاب القتل الجماعي بكل سادية ووحشية. ولكن في القوات النظامية كان هناك ضباط لديهم رحمة، وأحدهم اعتقل والدي وقال له: سأعفو عنك إن لم أجد في منزلك قطعة سلاح”.
ويتابع: “بالفعل، أحضروا والدي إلى منزلنا وهو مقيد، وأجروا عملية تفتيش دقيقة دون أن يجدوا شيئًا. وعندها طلب منا الضابط أن نغادر الحي. وبالفعل خرجنا بسرعة على أصوات الرصاص والقنابل ونحن نرى مروحيات تحلق في الجو، إلى أن وجدنا ملاذًا آمنًا في إحدى القرى القريبة”.
وبعد عودتهم، يضيف العلوان: “وجدنا جثثًا لأشخاص مجهولين في منزل جدي، وكان عددها كبيرًا. وتكرر الأمر في بيوت الحي، حيث رأينا العديد من الأجساد المشوهة لأطفال ونساء وعجائز بالإضافة إلى رجال ومراهقين جرى إعدامهم وتكديسهم على الجدران الخارجية.. كان منظرًا مخيفًا للغاية”.
#صحيفة_الثورة