الثورة – أسماء فريح:
قبل عامين وفي مثل هذا اليوم ,ضرب زلزالان قويان شمالي سوريا وجنوبي تركيا وخلفا الكثير من الضحايا وخسائر مادية كبيرة فاقمت من معاناة السوريين الذين يعيشون أصلا مآسي عديدة جراء النظام البائد على مدى أكثر من 12 عاما .
منظمة الدفاع المدني “الخوذ البيضاء” قالت في بيان لها اليوم في الذكرى الثانية لهذه الكارثة إن الزلزال الأول وقع فجر السادس من شباط 2023 عند الساعة 4:17، وبقوة 7.8 درجات، تلاه زلزال آخر بقوة 7.6 درجات، ما تسبب في دمار واسع شمال غربي سوريا.
وأضاف البيان أن الكارثة لم تتوقف عند الخسائر البشرية والمادية، بل خلقت تحديات طويلة الأمد أمام جهود التعافي، خاصة في ظل انهيار البنية التحتية، وتشريد آلاف العائلات، وتراجع قدرة القطاع الطبي بسبب سنوات من الحرب والقصف المستمر من قبل النظام السوري وروسيا.
وتابع البيان أن الدفاع المدني أعلن فور وقوع الزلزال حالة الطوارئ القصوى، حيث عمل أكثر من 3000 من كوادره، بينهم 2500 متطوع و300 متطوعة، على الاستجابة في 182 موقعا ضمن 60 مجتمعا متضررا، رغم ضعف الإمكانيات وانعدام الدعم الدولي المباشر.
وأشارت المنظمة إلى أن ملحمة إنسانية تجلت خلال الـ72 ساعة الأولى، التي كانت بمثابة “الساعات الذهبية” لإنقاذ الأرواح , موضحة أنها انتقلت بعد عمليات الإنقاذ إلى مرحلة إزالة الأنقاض وتأمين المناطق المتضررة، حيث فتحت 800 كيلومتر من الطرق في 335 تجمعًا سكنيًا و119 مخيمًا، وأزالت أكثر من 30 ألف متر مكعب من الركام لتقليل المخاطر على المدنيين.
كما عملت الفرق , وفقا للمنظمة, على تأمين مراكز الإيواء المؤقتة وتحسين البنية التحتية للمخيمات، في حين بلغت كمية الأنقاض المرفوعة لاحقًا أكثر من 442 ألف متر مكعب ضمن 162 تجمعًا سكنيًا.
وشددت “الخوذ البيضاء” على أن تداعيات الزلزال تفاقمت حينها نتيجة عرقلة المساعدات الإنسانية، حيث أوقفت الأمم المتحدة إدخال الإغاثة عبر معبر باب الهوى في تموز 2023، ما سمح لروسيا والنظام السوري باستخدام المساعدات كورقة ابتزاز سياسي في مجلس الأمن.
وتابعت أنه بدلا من أن تكون استجابة إنسانية عاجلة لإنقاذ المتضررين, جاءت تلك العرقلة في وقت كانت الحاجة فيه ماسة إلى توسيع نطاق الدعم الإنساني، وليس تقليصه أو إخضاعه للمساومات السياسية.
وثمن البيان دور المدنيين والمتطوعين في تعزيز جهود الإغاثة، مشيرا إلى أن السكان قاموا بدور مهم في دعم عمليات البحث والإنقاذ رغم ضعف الموارد.
كما سلط البيان الضوء على دور متطوعات المنظمة اللواتي قدمن خدمات طبية وإنسانية واسعة النطاق، استفاد منها أكثر من 127 ألف شخص خلال عام 2023، بينهم 83 ألف امرأة و31 ألف طفل, لافتا إلى أن المتطوعات واصلن تقديم الدعم خلال عام 2024، والتي وصلت إلى 143 ألف خدمة في 198 مجتمعًا و247 مخيمًا.
وختم بيان المنظمة بالإشارة إلى تنفيذها مشاريع بنى تحتية ضمن خطة التعافي، بالتعاون مع منظمات إنسانية، لتسهيل تأمين الإيواء للمتضررين وتعزيز صمود المجتمعات المنكوبة, حيث شملت المشاريع تأهيل الطرق، وتوفير أماكن إيواء، وتحسين الخدمات الأساسية في المناطق المتضررة، رغم الصعوبات التي فرضتها القيود على دخول المساعدات الدولية.
#صحيفة_الثورة