الثورة – ديب علي حسن:
تحتل العصا في التراث العربي مكانة عالية من حيث ذكرها في الأدب وألوانه، وكذلك استخدامها إذ كانت من علامات الوجاهة، ولا نتحدث هنا عن أخواتها من الرماح.
كانت رفيقة الراعي والشاب والعجوز وقد ارتبطت ببعض الخطباء الذين كانوا يتكؤون عليها.
وقد ورد ذكرها في القران الكريم (عصا موسى)، وفي القرن العشرين، في منتصفه أخذت لوناً جديداً مع التزين بها والمفاخرة بنوعها، ولاسيما من قبل المبدعين والسياسيين الذين انحدروا من المؤسسات العسكرية (عصا المارشالية).
أما أشهر عكاز في مصر فهي لتوفيق الحكيم الذي اشتهر به وأصبح مثالاً للحديث عن العكاز الذي يستخدم للزينة و(الأبهة)، كما يقال، حتى أن الحكيم ألف كتاباً اسماه عصا الحكيم.
بدوره نجيب محفوظ اقتنى عصا جميلة عرف بها، وقيل إنه لم يقتن عكازاً حتى لا يتشبه بتوفيق الحكيم.
وفي سوريا معروف عكاز الشاعر الراحل سليمان العيسى الذي اشتهر به، وكذلك عادل أبو شنب الناقد والكاتب السوري المتميز.
أما مناسبة الحديث عن العصا، فهو ذكريات الطفولة عندما كنا نقوم برعي الأبقار كان لابد من عصا جميلة مزخرفة للتباهي والعراك مع الآخر، أما القطيع فيحتاج إلى عصا طويلة ليست بالضرورة قوية إنما لدنة.
اليوم عدت إلى العكاز وليس إلى العصا بعد الثالثة والستين، ولكن أنّى لعكازي أن يجد بعضاً من صدى عكاز الكتّاب، لكنه ساعد ورجل وعون لا أحاجكم الله إليه.
#صحيفة_الثورة