الثورة – فؤاد مسعد:
الحضور السينمائي السوري في الدورة 15 من مهرجان (مالمو) للسينما العربية يحمل هذا العام طعم الحرية، يُعرض ضمن فعالياته الفيلم الوثائقي (الابن السيئ- The Bad Son) للمخرج غطفان غنوم، الذي يسرد ببراعة وقسوة حكاية نابعة من قلب الثورة، ومن ذاكرة تتصارع مع الديكتاتورية والأمل والانكسارات، المهرجان الذي بات تقليداً سنوياً في السويد، تنطلق فعالياته يوم غد في 29 من الشهر الحالي وتستمر حتى 5 أيار القادم، وتشهد هذه الدورة عرض 38 فيلماً عربياً من إنتاج 12 دولة عربية، إلى جانب شراكات إنتاجية مع 10 دول غربية، وتتوزع الأفلام على عدة أقسام يتألف منها المهرجان، جسر ثقافي حول المكانة التي وصل إليها المهرجان اليوم في نسخته الخامسة عشرة، وحضوره المؤثر على الساحة، تحدث مدير ومؤسس مهرجان (مالمو) للسينما العربية المخرج السينمائي محمد قبلاوي في تصريح خاص لصحيفة الثورة قائلاً: مهرجان مالمو للسينما العربية في دورته الخامسة عشرة رسّخ مكانته كأكبر منصة للسينما العربية خارج العالم العربي، وواحد من أهم الجسور الثقافية بين الشمال الأوروبي والعالم العربي، وما يميّز هذه الدورة التوازن بين التنوع الفني والانخراط في النقاشات المجتمعية والسياسية التي تعبّر عنها الأفلام المُختارة. فحضور أفلام سبق لها المشاركة في كبرى المهرجانات العربية والعالمية لم يكن مصادفة، بل نتيجة سمعة المهرجان المتصاعدة كمحطة مؤثرة في رحلة الفيلم العربي نحو الجمهور الأوروبي. وأكد أن هذا النجاح يعكس الثقة المتبادلة بين المهرجان وصنّاع الأفلام من جهة، وبين المهرجان وجمهوره من جهة أخرى، كما يكرّس دوره في دعم السينما التي تعكس نبض المجتمعات وتطرح تساؤلاتها بشجاعة. شهادة مؤثرة يُعرض يوم الخميس القادم في صالة سينما (بانورا) فيلم (الابن السيئ) في قسم (العروض الخاصة) ضمن المهرجان بحضور مخرجه، حيث سيكون هناك نقاش مباشر مع الجمهور، عن أهمية حضور الفيلم الذي سبق ونال مجموعة من الجوائز المهمة، يقول مدير المهرجان المخرج محمد قبلاوي: (الابن السيئ) ليس مجرد فيلم وثائقي ناجح حصد الجوائز، بل هو شهادة شخصية ومؤثرة على حقبة من الألم والنضال عاشها الشعب السوري، يرويها المخرج غطفان غنوم من خلال تجربة ذاتية تتقاطع مع الهمّ الجمعي، ويتابع: (تكمن أهمية عرض الفيلم ضمن العروض الخاصة في مهرجان (مالمو) في إتاحة مساحة لفيلم ذي طابع إنساني وسياسي عميق، ينقل صورة نادرة للواقع السوري كما يراه من عاشه، لا كما يُروى عنه من الخارج. الفيلم لا يحتفي فقط بتميّزه الفني، بل يمنح الجمهور السويدي والعربي فرصة لفهم أعمق لما تعنيه الثورة والحرية و الديمقراطية والعيش الأفضل، من خلال قصة إنسانية تمسّ القلب وتُحفّز التفكير، في هذا السياق، يشكّل عرض (الابن السيئ) جزءاً من التزام المهرجان بتقديم أفلام تتجاوز الترفيه نحو التأثير).

السابق
التالي