الثورة – يامن الجاجة:
حتى كتابة هذه السطور ما زال مصير الاتحاد الرياضي العام لناحية استمراره أو حلِّه أُسوة بجميع المنظمات، والمؤسسات التابعة لحزب البعث الزائل، ما زال غير واضح وغير مؤكد، بل إنه يشكل لغزاً صعباً يحتاج لتفسير.
إعلان الحل
وأعلن الناطق باسم إدارة العمليات العسكرية العقيد “حسن عبد الغني” في مؤتمر النصر، مجموعة قرارات من بينها حل حزب البعث العربي الاشتراكي، وأحزاب الجبهة الوطنية التقدمية، وما يتبع لها من منظمات ومؤسسات ولجان، وحظر إعادة تشكيلها تحت أي اسم آخر، على أن تعود جميع أصولها إلى الدولة السورية.
استمرار مبهم
و رغم ما تم إعلانه، إلا أن الاتحاد الرياضي العام واصل عمله بشكل طبيعي! دون وجود ما يشير إلى حل هذه المؤسسة! وهو ما يبدو وكأنه حالة مبهمة نظراً لتضارب ما تم إعلانه مع ما تم العمل به.
تشي بالاستمرار
وتشي المعطيات المتوفرة وآليات تعامل الجهات المسؤولة مع الاتحاد الرياضي العام أن المنظمة الشعبية ستواصل عملها بشكل طبيعي، ولا سيما بعد القرارات التي تم اتخاذها بحل إدارات الأندية، وعدم الاعتراف بنتائج انتخابات مجالس إدارات الأندية.
لكن !
ولكن وبكل صراحة فإن استمرار عمل المنظمة بالآليات الحالية، ووفق القوانين الخشبية التي يتم العمل بها، يشكل كارثة على الرياضة السورية، على اعتبار أن الكثير من مفاصل العمل الفاسدة ما زالت بين أروقة المنظمة، كما أن مسببات الهدر على مستوى المنشآت والمقدرات البشرية والمالية ما زالت ماثلة، وبالتالي فإن الوضع الراهن للاتحاد الرياضي العام، كهيكل تنظيمي وآلية عمل، لا يخدم التطلعات الكبيرة بالتخلص من جميع مظاهر الفساد، والتخطيط بشكل استراتيجي لمستقبل الرياضة السورية بكافة الألعاب.
الصف الثاني
ورغم إبعاد قيادات الصف الأول عن مكاتب المنظمة، إلا أن قيادات الصف الثاني ما زالت تتمتع بصلاحيات كبيرة في مفاصل العمل بالمدن الرياضية، وفي مختلف مكاتب الاتحاد الرياضي بالبرامكة، وهو ما يعني أن الخلل ما زال قائماً رغم تقليص صلاحيات بعض الأسماء.
حالة ضبابية
وربما يكون وجود أعداد كبيرة من الكوادر البشرية التي تعمل على قيود الاتحاد الرياضي العام سبباً في عدم إعلان حلِّه حتى اللحظة، على اعتبار أن مصير الموظفين والكوادر العاملة في الاتحاد الرياضي يبقى ضبابياً، نظراً لعدم وجود هيئة أو وزارة، أو مؤسسة تُعنى بإدارة شؤون القطاع الرياضي.
وزارة الشباب والرياضة
ويأمل كثيرون في أن يتم الإعلان عن إنشاء وزارة للشباب والرياضة، لتحل مكان الاتحاد الرياضي العام، على اعتبار أن الوزارة تُتيح آليات عمل أكثر ديناميكية وتعاملات مالية أكثر مرونة.
تمهيد
ويعتقد البعض أن عدم الإعلان عن حل الاتحاد الرياضي بشكل رسمي يأتي في إطار استمراره بشكل مؤقت، تمهيداً لإنشاء وزارة خاصة بالشباب والرياضة في التشكيل الوزاري المقبل، ليبقى السؤال عما إذا كان لغز مصير الاتحاد الرياضي مرتبطاً بإمكانية إنشاء وزارة للشباب والرياضة في المستقبل القريب؟.