الثورة – هفاف ميهوب:
من المعروف الشّاعر الفرنسي “لامارتين”، كان من أكثر المبدعين الغربيّين، انجذاباً للشرقِ وإعجاباً به، وتنقّلاً بين مدنه التي رأى فيها ما أدهشه.. من المعروف عنه أكثر، عشقه لدمشق التي زارها، ووصفَ جمال حضارتها وعادات أهلها وآثارها:
“ليس هناك مكانٌ في الأرضِ يشبهُ جنّة عدن، كما تُشبهها دمشق.. من اللائقِ أن تُعتبر جنّة الأرض.. لقد رُصّت على خريطةِ العالمِ بأصابعِ القدر”.
أيضاً، أعجبَ الشّاعر والأديب الإسباني “أنطونيو غالا” بدمشق.. مدينةُ الحبّ التي قدِمَ إليها عام ١٩٨٦، للمشاركة في إحدى الأمسيات الشعرية، وقد ألقى في هذه الأمسية “قصائد دمشقيّة”.. قصائد دلّ فيها على انجذابهِ إليها بطريقةٍ جعلته، يؤكّد بأنه سيكرّر زياراته لها، ليعانقها ويُنشدها قصيدته:
“أنا بلا يدكِ، التفتُ بعينيَّ واثقاً بأنني سألتقي عينيكِ.. أنتِ يا من كنتِ حنايايَ وملاكي، ولم تكوني موجودة وأنا في عماي.. أتعثّر بزوايا الذاكرة، بالصباحاتِ الساطعة، وضوءُ الياسمين المشتعل الذي هو أنتِ.. يا للسعادة التي هي ابتسامتكِ”.
يُنشد “غالا” دمشق قصيدته، ومن ثمّ يودّعها ويغادرها، ليعود ويزورها ويضمّها بكلمته:
“دمشقُ الأكثر ديمومة وانسجاماً، من أيّ مدينةٍ على وجهِ الأرض.. الأكثر امتلاءً بالحيوية.. الساطعة، المتحمّسة، المستديمة، الباقية في الحياةِ التي لا تكلّ ولا تملّ..”..
هكذا كانت دمشق لدى عشّاقها من مبدعي الغرب.. كانت “جوهرة الأرض” لدى “لامارتين”، و “السعادة المبتسمة” لدى “غالا”. كانت أيضاً، “الأرض المقدّسة” لدى “جان جينيه”. الأديب الفرنسي الذي أعلن العصيان على وطنه، والحبّ والولاء لسورية، مثلما لدمشق التي أبهرته.
كانت دمشق كلّ ذلك وأكثر، وقد وثّقت الصحفية الإنكليزية “بريجيت كنان” التي زارتها، ما رأته من جمالها وآدابها وعلومها وحضارتها.. فعلت ذلك، في “دمشق القديمة وكنوزها الدفينة”. الكتاب الذي أعلنت فيه، بأنها تشعر تجاه هذه المدينة:
“المدينة التي سرعان ما وجدتُ نفسي، أنجذب إليها وأقع في غرامها، والتي خفق قلبي حين دخلتُ لأوّل مرّة، إلى أحد بيوتها الدمشقيّة القديمة، فهي تشبه إلى حدٍّ كبير، قصص ألف ليلة وليلة..”..
#صحيفة_الثورة