ملاعب سوريا بين الحرب والفساد.. هل تعود الحياة إلى المدرجات؟

الثورة – سومر الحنيش:

في زمنٍ كانت فيه الملاعب السورية تعج بالجماهير المتحمسة، واللاعبين الموهوبين، والمباريات التي توحد القلوب، تحولت هذه المنشآت إلى رموز للمأساة التي عاشها السوريون خلال السنوات الماضية، فلم تعد الملاعب مجرد مساحات للتنافس الرياضي، بل أصبحت ثكنات عسكرية، ومراكز اعتقال، وساحات حرب، شاهدة على أهوال عاشها الشعب السوري، واليوم وبين محاولات إعادة الإعمار والمطالبات برفع العقوبات، يطرح السؤال نفسه: هل يمكن للرياضة السورية أن تنهض من تحت الرماد؟

ملعب حلب الدولي.. من صرح رياضي إلى ساحة حرب

عندما افتتح ملعب حلب الدولي، الذي استغرق بناؤه (32) عاماً، ويتسع لـ(75) ألف متفرج، كان يعد من أكبر وأهم المنشآت الرياضية في سوريا، لكن مع اندلاع الثورة عام (2011) تغيرت هويته بالكامل.
يقول اللاعب السابق ناصر حسن: “كنا نحلم باللعب أمام جماهيرنا في هذا الملعب، لكنه أغلق في وجوهنا وتحول إلى ثكنة عسكرية، لم يعد الملعب ساحة للمباريات، بل أصبح مقراً عسكرياً لقوات النظام”.
أحمد بكور، أحد سكان حي الحمدانية القريب من الملعب، يتذكر تلك الأيام القاسية قائلا: “كنا نرى الحافلات تدخل وتخرج من الملعب، ونُمنع من الاقتراب، كان هناك قناصة على الأسطح، ولم نعد نجرؤ على الخروج إلى الشرفات خوفاً من الرصاص الطائش”.

ملعب العباسيين.. التشجيع تحول إلى قصف

لم يكن ملعب العباسيين في دمشق بمنأى عن هذا المصير، فالمكان الذي كان يعج بهتافات الجماهير، تحول إلى موقع عسكري مغلق، يقول محمد العارف أحد سكان المنطقة القريبة من الملعب: “تحول صوت الجماهير إلى أصوات القصف والانفجارات، لم يعد الملعب مكاناً للرياضة، بل صار مستودع أسلحة وللآليات الثقيلة”.

الرياضة تحت رحمة الفساد

لم تكن الحرب وحدها هي التي دمّرت الرياضة السورية، بل لعب الفساد دوراً أساسياً في انهيارها، فبين تعيين مسؤولين غير مؤهلين، وإقصاء الكفاءات، وتحويل الرياضة إلى وسيلة لتحقيق مكاسب شخصية، أصبحت كرة القدم السورية بعيدة عن الاحترافية، فكان اللاعبون يُضمون إلى المنتخبات لأسباب كثيرة ومنها مقابل دفع مبالغ مالية، والمواهب الحقيقية أهملت، وأصبح الانضمام إلى الفرق الكبيرة يحتاج إلى واسطة بدلاً من الموهبة.”

هل تعود الحياة للمدرجات ؟

رغم كل ما حدث، لا يزال الأمل موجوداً، فكما استطاعت دول كثيرة إعادة بناء رياضتها بعد الحروب، يمكن لسوريا أن تفعل ذلك أيضاً.
الرياضة لديها القدرة على جمع الناس وتوحيدهم، لكن هذا يتطلب رؤية جديدة تعتمد على الحوكمة، والنزاهة، والتخطيط بعيد المدى، وهذا ما يؤكده الإعلامي عقبة الحسن الذي أضاف:“الرياضة ليست مجرد مباريات وكؤوس، إنها ثقافة وسلوك مجتمعي، إذا أردنا النهوض بالرياضة السورية، علينا أن نبدأ من بناء الثقة أولاً، ثم الاستثمار الصحيح في المواهب والمنشآت”.

من الرماد ينهض الفينيق؟

الرياضة السورية، مثل الفينيق، يمكن أن تنهض من رماد الحرب، لكن هذا يتطلب جهوداً جادة لمكافحة الفساد، وإعادة بناء المنشآت الرياضية، واستعادة الثقة الدولية، الملاعب التي كانت يوماً ساحات للقتل، يمكن أن تتحول مرة أخرى إلى أماكن للفرح والإنجاز.
السؤال الآن: هل سنرى قريباً ملاعب سوريا تعود إلى الحياة، ليس فقط كلاعبين، بل كسفراء للسلام؟

آخر الأخبار
تعزيز الشراكة لتمكين المرأة السورية.. اجتماع رفيع المستوى بين وزارة الطوارئ وهيئة الأمم المتحدة للمر... مناقشة تعزيز الاستقرار وسيادة القانون بدرعا  "الأوقاف" تعيد "كندي دمشق"إلى المؤسسة العامة للسينما  سوريا و"الإيسيسكو" تبحثان التعاون العلمي وحماية التراث الثقافي في سوريا  الاقتصاد تسمح باستمرار استيراد الجلديات وفق شروط "فسحة أمل" بدرعا ترسم البسمة على وجوه الأطفال المهجرين   عشائر عرب السويداء:  نحن أصحاب الأرض و مكون أساسي في السويداء ولنا الحق بأي قرار يخص المحافظة  المبيدات الزراعية.. مخاطرها محتملة فهل تزول آثارها من الأغذية عند غسلها؟ "العقاري" على خُطا "التجاري" سباق في أسعار السلع مع استمرار تصاعد سعر الصرف "الموازي" النباتات العطرية .. بين متطلبات الازدهار وحاجة التسويق 566 طن حليب إنتاج مبقرة فديو باللاذقية.. والإنتاج بأعلى مستوياته أولمبي كرتنا يواصل تحضيراته بمعسكر خارجي ومواجهات ودية حل فعال للحد من مضاربات الصرافة.. مصرفي : ضبط السوق بتجسير الهوة بين السعرين رسمياً المواس باقٍ مع الشرطة الرئيس الشرع يستقبل البطريرك يازجي .. تأكيد على ترسيخ أواصر المواطنة والتآخي شركات التأمين .. الكفاءة المفقودة  ! سامر العش لـ"الثورة": نحن أمام فرصة تاريخية لتفعيل حقيقي  للقطا... "ممر زنغزور".. وإعادة  رسم الخرائط في القوقاز الإنتاج الزراعي .. مشكلات "بالجملة " تبحث عن حلول  وتدخلات الحكومة خجولة ! أكرم عفيف لـ"الثورة": يحت... قبل خسارة صناعتنا.. كيف نستعيد أسواقنا التصديرية؟