أزمة المواصلات في درعا.. معاناة يومية تستوجب الحلّ

الثورة – سمير المصري:
ينتظر المواطنون في درعا ساعات كي يجدوا وسيلة نقل، وإن وجدت يقوم أصحاب السيارات باستغلال حاجتهم ليرفعوا التسعيرة إلى أكثر من الضعف، ما يشكل عبئاً كبيراً على المواطن.
تعدُّ أزمة المواصلات إحدى أكبر الأزمات تواجه الأهالي في المحافظة، وتأخذ حيزاً ليس بالقليل من التفكير فيها، بعد أن أصبح أغلبية المواطنين يقضون معظم أوقاتهم بانتظار سيارة تقلهم إلى أماكن عملهم أو إلى منازلهم.
– قلة وسائل النقل العام:
اشتكى المواطنون والأهالي والطلاب بمعظم مناطق وبلدات المحافظة من المعاناة الطويلة وبشكل يومي من انتظارهم وبقائهم ساعات طويلة صباحا أثناء ذهابهم لوظائفهم وجامعاتهم وعودتهم لمنازلهم مساءً، وهذه المعاناة مستمرة لعدم توفر باصات النقل الداخلي، وإن وجدت تقتصر على رحلة واحدة ذهاباً في الصباح وإياباً بعد انتهاء الدوام وبشكل عام بات مشهد الازدحام مألوفاً صباحاً أثناء ذهابهم لعملهم وعودتهم مساءً لبيوتهم.
– أجور مزاجية:
ويعاني الناس من فوضى كبيرة في تحديد تعريفة النقل وارتفاعها للباصات والسرافيس واستغلالهم للركاب، والتعرفة يحددها السائق بشكل مزاجي بسبب غياب الجهات المعنية والتموينية وباتت بلا صلاحية على قطاع النقل.
تبلغ أجرة الراكب 10 آلاف ليرة ذهاباً ومثلها إياباً من بلدة أم المياذن إلى مركز المحافظة لمسافة 10 كم، علماً أن التعرفة المحددة من قبل الجهات المعنية 8 آلاف، وأجرة الراكب من المزيريب إلى مركز المحافظة 12 ألفاً.
ينسحب هذا على معظم مناطق وبلدات المحافظة، ولا يلتزم أصحاب الباصات والسرافيس بالتعرفة المحددة بنحو 400 ليرة لكل كيلو متر، ما شكل عبئاً ثقيلاً على كاهل المواطنين، وبالأخص الموظفين والطلاب واضطرارهم للذهاب إلى وظائفهم ودوامهم بشكل يومي وتعرضهم لجشع السائقين.
– طلاب الجامعات:
تبقى معاناة طلاب الجامعات والمعاهد اليومية مع وسائل النقل أشد إيلاماً، بسبب زيادة الأجور التي أرهقت الطلاب وأهاليهم، حتى إن هذه المعاناة أدت إلى انقطاع العديد من الطلاب عن متابعة دراستهم والاستمرار فيها بسبب هذه الأزمة والتكلفة المادية وانتظارهم الطويل في الذهاب لجامعاتهم والعودة لمنازلهم.
وذكرت إحدى الطالبات في جامعة درعا أنها تجد صعوبة بالذهاب إلى الجامعة بسبب قلة المواصلات وارتفاع تعرفة الركوب، مما يحملها أعباء مالية كبيرة، إضافة لاضطرارها للخروج بشكل مبكر يومياً والعودة متأخرة لقلة وسائل النقل واستغلال السائقين وأخذهم أجرة مضاعفة.
كما ويشتكي الكثير من المواطنين من سكان مدينة درعا من أسعار المواصلات ضمن أحياء المدينة من التنقل في السرافيس ضمن مدينة درعا لارتفاع أجرة الراكب لذلك، وقالت أم محمد وهي موظفة: إنها مضطرة للتنقل مشياً على الأقدام، وقد امتنعت عن استخدام المواصلات، وتابعت: من أين لنا بمصاريف الأكل والشرب والدواء، إذا كان كامل الراتب يذهب ثمن مواصلات؟.
– السائقون يشتكون:
أبو محمد سائق سرفيس يقول: إن أسعار التصليح ارتفعت بشكل كبير، فالسائق اليوم يعاني بسبب ارتفاع تكاليف الصيانة، وثمن قطع الغيار، وتغيير الزيت والدواليب عند الحاجة لذلك، فمجرد عطل واحد في السيارة يحتاج لمردود أسبوع كامل من العمل، لذلك فالتعرفة الرسمية للنقل غير منصفة للسائق، ولا تفي بالغرض، فليس الراكب وحده من يعاني، فنحن نعاني أيضاً، بالإضافة إلى ارتفاع سعر المحروقات، ممّا يجبر السائق على رفع التسعيرة.– مقترحات لحل أزمة المواصلات:
مديرية النقل الداخلي وبهدف التخفيف من أزمة المواصلات والأعباء والتكاليف المادية على المواطنين قامت بوضع باصات للنقل الداخلي وأجور رمزية تناسب جميع المواطنين، وخاصة الموظفين والطلاب، وبينت أن لديها حالياً 12 باصاً موزعة على مدن ومناطق المحافظة، تتمثل بسبعة خطوط، وهي خط  المنطقة الشرقية من مدينة بصرى حتى  مركز المحافظة، وأربعة خطوط من الريف الشمالي حتى مركز المحافظة من مدينة الصنمين،  وخط من مدينة إزرع وخط من مدينة الحراك وخط من مدينة داعل، بالإضافة لخطين من الريف الغربي للمحافظة من مدينة نوى والحارة، وخط من منطقة الشجرة حتى مركز المحافظة.
وبينت أن هذه الخطوط تقوم بتخديم جميع البلدات والقرى التي تمر فيها باتجاه مركز المحافظة، وتغطي نحو 50 تجمعاً سكانياً ما بين مدينة ومنطقة وبلدة، بهدف التخفيف من أزمة المواصلات وبمعدل رحلة واحدة يومياً ذهاباً من مدن ومناطق وبلدات المحافظة باتجاه مركز المحافظة صباحاً والعودة مساءً لنقل الركاب والموظفين والطلاب لمواقع عملهم ودوامهم وبتعرفة رمزية تعادل أقل من نصف تعرفة الباصات والسرافيس الخاصة.

ولتغطية جميع مناطق المحافظة وقراها وحل أزمة المواصلات بينت المديرية أن المحافظة تحتاج حالياً إلى 30 باصاً، بينما تم الطلب حالياً تامين 20 باصاً للتخفيف من هذه الأزمة قدر الإمكان، وفي حال تأمين هذه الباصات لابد من توفير مادة الديزل وبأسعار مدعومة من خلال الصهاريج الجوالة لهذه الباصات لتخفيض أجرة التنقل فيها، وبالتالي تخفيف المعاناة المادية على المواطنين وخاصة الموظفين وطلاب الجامعات والمعاهد، وكذلك زيادة عدد الرحلات مابين مناطق المحافظة ومركزها وعدم اقتصارها على رحلة واحدة يومياً ولاسيما للمناطق القريبة من مركز المحافظة.
المعاناة اليومية للمواطنين والطلاب والموظفين تستوجب الاهتمام واتخاذ الحلول المناسبة والسريعة لها.

#صحيفة_الثورة

آخر الأخبار
بعد حسم خيارها نحو تعزيز دوره ... هل سيشهد الإنتاج المحلي ثورة حقيقية ..؟  صرف الرواتب الصيفية شهرياً وزيادات مالية تشمل المعلمين في حلب  استجابة لما نشرته"الثورة "  كهرباء سلمية تزور الرهجان  نهج استباقي.. اتجاه كلي نحو  الإنتاج وابتعاد كلي عن الاقتراض الخارجي  الهوية البصرية الجديدة لسوريا .. رمز للانطلاق نحو مستقبل جديد؟ تفعيل مستشفى الأورام في حلب بالتعاون مع تركيا المؤتمر الطبي الدولي لـ"سامز" ينطلق في دمشق غصم تطلق حملة نظافة عامة مبادرة أهلية لحفر بئر لمياه الشرب في معرية بدرعا السيطرة  على حريق ضخم في شارع ابن الرشد بحماة الجفاف يخرج نصف حقول القمح الإكثارية بدرعا من الإنتاج  سوريا نحو الانفتاح والمجد  احتفال الهوية البصرية .. تنظيم رائع وعروض باهرة "مهرجان النصر" ينطلق في الكسوة بمشاركة واسعة.. المولوي: تخفيضات تصل إلى 40 بالمئة "الاقتصاد": قرار استبدال السيارات مزور مجهولون في طرطوس يطلبون من المواطنين إخلاء منازلهم.. والمحافظ يوضح بمشاركة المجتمع الأهلي.. إخماد حريق في قرية الديرون بالشيخ بدر وسط احتفالات جماهيرية واسعة.. إطلاق الهوية البصرية الجديدة لسوريا الشيباني: نرسم ملامحنا بأنفسنا لا بمرايا الآخرين درعا تحتفل .. سماءٌ تشهد.. وأرضٌ تحتفل هذا هو وجه سوريا الجديد هويتنا البصرية عنوان السيادة والكرامة والاستقلال لمستقبل سورية الجديدة