الثورة – همسة زغيب:
الحجر البركاني الأسود، نوع من الفنون الهندسية اشتهرت بها العمارة في بلاد الشام ومصر وبعض مناطق الجزيرة العربية، تعود لعدة حضارات، وتتمتع بمواصفات جمالية طبيعية، تعبِّر عن الهوية الثقافية، وتعتمد على تشكيل الكتل الجصية المربعة أو المستطيلة، يغلب عليها نقوش وزخارف جميلة بألوان مختلفة.
كما تشكل البيوت الحجرية إرثاً تاريخياً متجدداً وطرازاً معمارياً مميزاً، تحتضن ذكريات جميلة يملؤها الحب وأصالة الماضي والحياة الاجتماعية والتراثية، وتملؤها رائحة الأهل، أما المباني التقليدية فلها واجهات من الصفوف المتناوبة لأحجار سوداء نقش عليها رسائل تعود لأقدم أبجديات العالم من النصوص، منها المسمارية ويعود بعضها إلى العصر النبطي والبيزنطي والروماني ويختلف في بنائها وأشكالها حسب الحجر البركاني الأساسي في بناء البيوت الأثرية التي تنبض بالحياة.
للحجر الصخري الكثير من المزايا أضحت رمزاً من رموز تاريخ سوريا، وحافظ السوريون عليها وانتشرت بكثرة في المنطقة الجنوبية، كما تدخل في تصميم الأبنية الحديثة والإكساء الخارجي وتستخدم في الأرصفة الطرقية، وهي حكايات لا تنتهي من صنع الأجداد الذين عاشوا في هذه المنطقة، وبنوا منها منازلهم والقلاع وبيوت العبادة واستخدموه في تخليد انتصاراتهم وتوثيق ثقافتهم على مدى التاريخ.
يعطي الحجر البازلتي شعوراً بالراحة، ويتميز بدفئه شتاء وبرودته صيفاً. وتشتهر معظم المناطق السورية بالحجر الأسود الطبيعي وتعتمده مادة أساسية في عملية البناء بدلاً من مادة الحديد في إنشاء القواعد والأعمدة والسقف وتعرف بالطريقة التقليدية لبناء المساكن.
وهناك ثمانية وعشرون نوعاً للحجر البازلتي مرتبطة بعمق استخراجه، وكلما زاد عمق الاستخراج تصبح أكثر جودة وقساوة، وتزداد أسعار الحجر، بعضها متوسط الليونة ومنها اللينة تكون في طبقات الأرض السطحية، ويظهر الحجر البازلتي الأكثر صلابة والأجود بعد الحفر على عمق عشرة أمتار أو أكثر.
هناك نحوت صخرية فنية استخدمها المعماريون والنحاتون، تتصف بأشكال مختلفة من خلال العديد من المنحوتات والتماثيل والتشكيلات المعمارية، إضافة لقطع المزخرفة مثل التوابيت الحجرية وأبواب المدافن والفوانيس والقناديل.