الثورة – جاك وهبه:
مع اقتراب شهر رمضان المبارك في سوريا، تتجاوز الصعوبات التي يواجهها المواطن الجوانب الاجتماعية والتقليدية لهذا الشهر، لتشمل نقص السيولة المالية بشكل كبير.
ففي الوقت الذي كان فيه رمضان رمزاً للتكافل والتضامن بين أفراد المجتمع، أصبح يشكل تحدياً إضافياً، إذ يجد المواطن صعوبة متزايدة في تأمين احتياجاته الأساسية، فقد أدت الأزمة الاقتصادية إلى أن العديد من الأسر لم تعد قادرة على تلبية حتى احتياجاتها الضرورية، ليصبح غياب المال أكبر عائق أمامهم، مما يزيد من تعقيد تأمين تكاليف الحياة اليومية، ناهيك عن تحضير لوازم الشهر الفضيل.
ومع تراجع القدرة على التوفير أو الادخار، لم يعد المواطن قادراً على مواجهة ضغط الحياة اليومية، بل أصبح يواجه شبح العجز المالي، ويظل السؤال الأهم: كيف يعيش المواطن السوري في ظل نقص السيولة؟ الشهر الكريم، الذي كان يرمز لروح التكافل، بات اليوم يشكل تحدياً إضافياً للفئات التي تكافح لتلبية أبسط احتياجاتها.
النقص في السيولة ليس مجرد أزمة مالية، بل أزمة حياة، ففي بلد يعاني من ارتفاع معدلات البطالة، وتقييد الوصول إلى الأموال عبر البنوك، يجد المواطن نفسه في مواجهة مع واقع مرير، ولاسيما مع حلول رمضان.
من دون حلول عملية، سواء من خلال دعم حكومي مباشر أو تحسين قدرة المواطنين على الوصول إلى سيولة نقدية، ستظل أزمة السيولة تثقل كاهل السوريين، مما يجعل رمضان، الشهر الذي كان يُحتفل فيه بالتعاون، اختباراً جديداً لمستوى معيشة يعجز المواطن السوري عن تحقيقه.
#صحيفة_الثورة