حسين صقر:
كم من الناس من ذوي الحاجات وأصحاب الهموم وصرعى المظالم وجرحى القلوب، ومن الذين لم يجدوا من يطرق بابهم، أو يسأل عن حالهم، أو يسعى في كشف الغم عنهم بدافع من خُلُق النصرة.. نصرة المظلوم التي تعد واجباً شرعياً وإنسانياً.ولتوضيح هذا المفهوم في الإسلام، التقت “الثورة” الشيخ عبد الحميد فيصل العرجاني، إمام جامع المحمود في أشرفية صحنايا، والذي قال: إن من أخلاق وشمائل نبينا محمد صلى الله عليه وسلم المعروف بها قبل بعثته وبعدها، أنه كان يحمل الكل، ويعين على نوائب الحق، وينتصر للمظلوم، والسيرة النبوية زاخرة بالأحاديث والمواقف التي تحثّ وتؤكد على نجدة المستضعفين، وإغاثة الملهوفين، ونصرة المظلومين.وأضاف الشيخ العرجاني: فالنصرة هي تلك الغيرة الإيمانية التي تدفع المسلم لرفع الظلم عن أخيه المسلم المستضعف أو لمدّ يد العون إليه، وقد أمرالرسول الأعظم بسبع كان منها “نصر المظلوم” ففي الحديث الشريف : أمرنا صلى الله عليه وسلم بسبع، فذكر “عيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ورد السلام، ونصرالمظلوم، وإجابة الداعي، وإبرارالقسم” رواه البخاري.
وأوضح أنه ليس من شأن المسلم أن يرتضي لنفسه إيقاع الظلم بأخيه، أو أن يدع أخاه فريسة بيد ظالم يذله، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ” المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه كربة من كربات يوم القيامة، ومن سترمسلمـاً ستره الله يوم القيامة”.. رواه البخاري.
وشرح الشيخ العرجاني قائلاً: فإن كنت تنصر قومك وعشيرتك وعصبتك وتمنعهم بكلّ الوسائل من إيقاع ظلم بمسلم منهم أو من غيرهم، فتلك هي النصرة، وإلا فهي العصبية المقيتة المنتنة التي أمرنا بأن ندعها، وقد قال في ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم- مشبهـاً حال صاحب العصبية ببعير هلك: “من نصر قومه على غير الحق فهو كالبعير الذي ردي فهو ينزع بذنبه”.. رواه أبي داود
ختاماً.. فإن نصر المظلوم في الإسلام، واجب لأن الله سبحانه قد يعاقب الظالم في الدنيا ويريه جزاء ظلمه للناس، أوأكله لأموالهم وغيره من أنواع الظلم، وسبحانه تعالى ينوع في عقاب الظالمين، فقد يأخذ منهم حقّ المظلوم في الدنيا وقد يؤخره إلى يوم القيامة.كما أن نصرة المظلوم تأتي بالدعاء له، إذا لم نقدرعلى إعانته بالمال والنفس، فالدعاء عبادة عظيمة.كذلك الدفاع عن المسلم إذا انتهك عرضه، أو ذكر بسوء في غيبته، فيقال لمن يفعل به ذلك: اتق الله واسكت عن قول الشر، فإن سكت عنه وإلا قام من عنده وتركه، فهذا أيضاً من النصرة التي يقدّمها المسلم لأخيه.