الثورة – وعد ديب:
التكافل الاجتماعي من المنظور الإسلامي، هو التعاضد على نوائب الدهر، فهو يشمل كلّ أفراد المجتمع لأن الإنسان خُلق ضعيفاً، وهذا الضعف ملازم لكل إنسان إما بماله، وإما ببدنه، أو بأخلاقه، أو بعلمه، فمن هنا الكل يحتاج الكل، وهذا من عدل الله بين عباده، وعلى الكل أن يسعى بالخير للكل، لذلك قال رسول الله: “المؤمن للمؤمن كالبنيان المرصوص يشدّ بعضه بعضاً”. البخاري. هذا ما أشار إليه الشيخ أحمد غانم العباس خطيب مسجد الشيخ محمود الشقفة من محافظة حماة لصحيفة الثورة.
حسب حاجة المكفول وتابع: فالكفالة ليست شرطاً أن تكون مالاً، بل حسب حاجة المكفول، بذل جهد بدني، أو مال، أو إرشاد، وهذا يحقق وصف رسول الله: “مثل المؤمنين في توادهم، وتراحمهم، وتعاطفهم، كمثل الجسد الواحد، إذا اشتكى منه عضو، تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى”.. البخاري.
ولفت إلى أنه مع اختلاف وظائف الأعضاء، يرى المتفكر أن الكل يسعى لمصلحة الكل، ولا يعيب عضو على عضو عمله بل إذا تألم يتألم له ويتنبه ليحميه، وهذا هو تصوير التكافل الاجتماعي بين المسلمين، وقد جعل الله جزءاً من التكافل فرضاً حينما فرض الزكاة على الأغنياء للفقراء، وللتوسع من دون حرج حثّ على الصدقة بأنواعها، وبما أن رسالة الإسلام عالمية شمل التكافل بها كل العالمين، وقال الله: “وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين” الأنبياء١٠٧.
ونوه بأنه لا نتصور الرحمة من دون تقديم شيء للمرحوم.. وهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، يرى يهودياً محتاجاً فيطبخ له طعاماً من بيته، ويأمر له بمرتب من الخزينة، ويقول: “ما أنصفناه إن نأكل شبيبته ثم نخذله عند الهرم”. السيوطي، جامع الأحاديث. هذه كلمات كقطرة من بحر عن التكافل في الإسلام.