المرأة السورية.. شريك فاعل في التغيير السياسي والاجتماعي

الثورة – فردوس دياب:

لطالما كانت المرأة السورية طوال أعوام الثورة، مثالاً يحتذى به في تقديم التضحيات وتحمّل المسؤوليات، ورسم عناوين الحاضر والمستقبل، فهي الأم والزوجة والإبنة والأخت، التي ستبقى شريكاً أساسياً في بناء الوطن وتعزيز مقوماته ودعائمه.

تحمل المسؤوليات

“دور المرأة السورية في المرحلة الانتقالية”، كان محور الجلسة الحوارية التي أقامها “صالون سوريا للفكر والثقافة” بحضور فعاليات وشخصيات اجتماعية وفكرية.

مديرة فريق أزهِر التطوعي السيدة مي زاد عارف، أكدت في مداخلتها أن المرأة السورية لعبت دوراً محورياً خلال هذه المرحلة الانتقالية التي تمرّ بها البلاد، فهي ليست مجرد شاهدة على التحوّلات، بل شريكة فاعلة في صياغة ملامح المستقبل، مضيفة: إن صمود المرأة السورية خلال سنوات الحرب، أثبت أنها قادرة على تحمّل المسؤوليات السياسية والاجتماعية، جنباً إلى جنب مع الرجل.

وقالت: إن إشراك المرأة في عملية صنع القرار يضمن شمولية الرؤية ويعزز العدالة والمساواة في المجتمع، كما أن حضورها يفتح المجال لتبني مقاربات أكثر إنسانية في معالجة آثار النزاع وإعادة بناء النسيج الاجتماعي، كما أن تمكينها من المشاركة السياسية يرسّخ أسس الديمقراطية ويحدّ من الإقصاء والتهميش، وصوتها يشكّل جسراً بين الأجيال، إذ ينقل خبرات الماضي ويستشرف آفاق المستقبل، ومن هنا يصبح دورها ضرورة وطنية لا يمكن الاستغناء عنه في أي عملية انتقالية ناجحة في سوريا.

مناصرة المرأة

بدورها ركزت الاعلامية سعاد جروس على ضرورة أن يكون تمثيل المرأة السورية في مواقع القرار، وفي مجلس الشعب معبراً، وبشكل حقيقي، ويتناسب مع حجم الدور العظيم للمرأة السورية على أرض الواقع خلال السنوات الأربع عشرة الماضية، وأيضاً منذ ولادة الدولة السورية قبل مئة عام.

وشددت على أهمية مناصرة المرأة عبر تفعيل قانون الجرائم الإلكترونية، لمكافحة خطاب الكراهية والتنمر الذي يسهم بإشاعة الفوضى والاحجام عن المشاركة بالشأن العام عموماً والمرأة خصوصاً، والتي تدفع ثمن التنمر مضاعفاً، ويتسبب في إقصائها عن الميدان العام.

كما دعت جروس إلى الاستفادة من الجهود النسوية السورية التي كان لها أثر كبير خلال الأربعة عشر عاماً، وكذلك تشجيع الكفاءات النسائية على العودة، ودعم السيدات اللواتي ناضلن في الداخل خلال سنوات الحرب والاستفادة من تجاربهن في فهم التحولات التي طرأت على المجتمع السوري.

عزيمتها وصبرها

ومن مداخلات الحضور، تحدثت السيدة حنان العاصي- مجلس إدارة المنتدى الاجتماعي ودار السعادة- عن دور المرأة في نجاح الإدارة المحلية في المناطق المنكوبة من داريا إلى الغوطة، وكيف أنها حملت عبء الأسرة والمجتمع خلال سنوات الحرب الـ 14 الماضية، عندما كان الرجل إما مفقوداً، أو معتقلاً، أو شهيداً، وكيف حافظت على توازن المجتمع بكل صبر وعزيمة، مؤكدة أن تهميشها خلال المرحلة القادمة سيكون بمثابة نكران لجميل صنيعها خلال الحرب، والأولى هو الترحيب بوجودها وتمثيلها في كل القطاعات كما كانت.

النقطة الثانية التي أشارت إليها العاصي، هي مشاركة جميع أبناء سوريا في عملية بناء سوريتنا، حتى يكون هذا البلد الذي طالما حلمنا في صدارة المشهد السياسي العربي والعالمي.

من جانبها، أكدت السيدة جمانة بلوق عقيل في مداخلتها أهمية توعية المرأة لمعرفة حقوقها وواجباتها، حتى لا يتم تهميشها.

سوريا بجميع أبنائها

أما بهيرة الحلبي، فقد بينت: “أن سوريا بلد العراقة والتاريخ، تمرّ بمرحلة جديدة، ولا تملك ترف الانتظار، فهي تستغيث أبناءها أن يزيلوا عنها الهم والغم وسوء الأحوال، وأن يشاركوا جميعاً في إعادة تأهيلها بعيداً عن الشكوى والتذمر، بعيداً عن منغصات الماضي وكل ما يثبط الهمة ويفشل الإقدام، صعوداً نحو مستقبل مشرق، وحاضر مفيد، فسوريا هي الأمل والمأمول، وهي الأحق بالسؤال وتلبية الاحتياجات، فطوبى لمن أحبها بإخلاص، وتجسدت أفعاله في الميدان، وطوبى لمن نشر العدل وطبق المساواة، وطوبى لمن وحّد الكلمة ولم يشق الصفوف، وطوبى لمن وأد الفتن ولم يكن معولاً للهدم والخراب، وطوبى لمن استشعر شحّ المياه في باطن أراضيها، فلم يزد في الاستهلاك، وطوبى لمن احترم قانون السير، فلم يعق الحركة والمرور، وطوبى لمن زرع شجرة وغرس فكرة، وكان صمام أمان للجميع.

الجلسة ختمت، بمداخلة للسيدة لميس الرجال صاحبة مدرسة خاصة، أكدت فيها دور المرأة في تربية النشء وتوعيته، وهو ما يوجب على الدولة السورية تعزيز حقوقها ومشاركتها في كل الاستحقاقات الدستورية والوطنية، وفي مراكز صنع القرار والمسؤولية.