الثورة – همسة زغيب:
عرض الفيلم الوثائقي “الابن السيئ” على مسرح المحطة الثقافية في جرمانا بالتعاون مع نادي السينما، سيناريو الكاتبة وفاء عاملي وإخراج الفنان غطفان غنوم، وذلك بحضور مخرج الفيلم وجمهور من محبي السينما والمهتمين بالشأن الثقافي.
سلط الفيلم الضوء على معاناة السوريين مع نظام استبدادي، قمعهم على مدار عقود من السنين، من حكم الأب الظالم إلى الطفل المدلل العاجز، وسرد أحداث الثورة السورية منذ إشعال فتيلها الأول بالوقوف على بعض المحطات الإنسانية من خلال مشاهد حقيقية من أرشيف الثورة السورية.
كما جسّد حكاية وطن استبيح لعقود من خلال قصة مخرج سوري، هو ابن ضابط سابق في الجيش السوري، خرج من سوريا ليتممّ دراسته، أعطي شهادة عن أداء قيادة الجيش السوري في عهد الأسد الأب البائد، ثم انتقل إلى بداية الثورة السورية والتحديات التي واجهها هذا الشاب، ومأساة الشعب السوري التي عاشها بسبب محاولة النظام السوري البائد، وخاصة في سنواتها الأولى قبل مغادرة غنوم لبلاده هرباً من الاعتقال والتصفية الجسدية، وسلّط الضوء بالصوت والصورة على عمليات القتل والمجازر والقصف وتدمير البنى التحتية والمستشفيات والمنازل ودور العبادة والمؤسسات والمواقع التاريخية والأثرية وأجمل المدن والبلدات بحبكة مدروسة.
كما ركز الفيلم على قصة استبداد النظام البائد منذ انقلاب حزب البعث عام 1963، ومن ثم تولي الأسد الأب البائد السلطة عبر انقلاب على رفاقه البعثيين والبطش بهم تحت مسمى “الحركة التصحيحية” عام 1970، مروراً بأهم محطات بطشه بحق السوريين عبر مجزرة مدينة حماة عام 1982، وما قام به في لبنان تحت مسميات عديدة، وصولاً إلى تبنيه فكرة توريث الحكم لابنه “باسل ومن ثم بشار المخلوع”.
وفي نهاية الفيلم قال مخرج الفيلم لـ”الثورة”: لقد عشنا فرحة سقوط النظام، كما عشنا الوجع المشترك، موضحاً أن مأساة الشعب السوري أكبر مما عرضه الفيلم، وعبّر عن شعوره بالفخر والامتنان لكل من ضحى لنكون اليوم في سوريا الحرة، معرباً عن تفاؤله بالمستقبل وقدرة الفنانين السوريين على نقل صوت مجتمعهم وأهلهم، كما تحدث عن معاناة كبيرة لأهلنا في المخيمات، فهم يعانون البرد والجوع، ويتوجب أن تتضافر الجهود لإنقاذ كل سوري لا يزال يعاني.
المخرج غطفان غنوم من مواليد حمص عام 1976، خريج الأكاديمية الفنية الحكومية في جمهورية مولدافيا الشعبية عن قسم الإخراج السينمائي.