(سنة جيدة).. مشهدية سينمائية تنير ذاتنا

الثورة – سعاد زاهر:
لعل ما يميز فيلم سنة جيدة (good year) المفارقة بين الحياة التي كان يحياها البطل راسل كرو كمصرفي أناني، متغطرس، لا يتمتع بأي أخلاقية في العمل، يضارب في البورصة، حياته قائمة على هدف وحيد، الربح ولا شيء سواه، تتبدل حياته حين يرحل عمه هنري ويرث قصره المحاط بكروم العنب، في مدينة بروفانس في فرنسا، الفيلم الذي أخرجه ريدلي سكوت، فيلم كوميدي درامي رومانسي، في البطولة إضافة إلى كرو، كل من (ماريون كوتيار وديدييه بوردون وأبي كورنيش وتوم هولاندر وفريدي هايمور وألبرت فيني..) وهو مقتبس من رواية تحمل نفس الاسم صدرت عام 2004 للمؤلف البريطاني بيتر مايل، ومع أن الحكاية تبدو مألوفة والمقارنة بين الريف والمدينة شاهدناها في أكثر من فيلم، إلا أن هناك ملامح جيدة حملها الفيلم تمثلت بتلك المقارنة بين الماضي والحاضر بأسلوب الفلاش باك، لنرى كيف كانت علاقة بطل العمل راسل كرو مع عمه هنري الذي نسيه منذ زمن، ويبدو أن الإرث أعاده ليس إلى ذكرياته وماضيه، بل وإلى ذاته، حين يقرر ألا يبيع القصر ويحتفظ به مع من يعمل بالقصر، بل ويقرر البقاء والارتباط بفتاة كان يعرفها منذ طفولته، أدت الدور الممثلة الفرنسية ماريون كوتيار ببراعة، ولعل أهم ما ميز الفيلم سينوغرافيا المكان، فمنذ تلك اللحظة التي ينطلق بها ماكس نحو إرث عمه يتغير المكان، من تلك الأبنية الإسمنتية في مدن تتشابه نحو الريف الفرنسي، حيث الطبيعة تتماهى مع البساطة والعفوية والجمال اللا متناهي، ولا يمكن حتى لعابر ألا يستوقفه كل هذا الجمال الباذخ، المشكلة أن الفيلم لم يتمكن من محتواه من مجاراة الجمال البصري، فالانتقالات بين المشهدية البصرية والحوارات لم تمتلك العمق العاطفي لتنقلنا إلى حالة راهن عليها مخرج الفيلم ريدلي سكوت، لكن من المشاهد القليلة التي نجح الفيلم في إعطائها بعداً عميقاً، المشهد الذي يضم بطل العمل ماكس، ومديره الذي يعرض عليه الشراكة محاولاً استبقائه في العمل، في ذلك المشهد يبدي ماكس إعجابه بلوحة فان جوخ الموجودة في المكتب، ولكن مديره يخبره أنها مقلدة وأنه يحتفظ بالأصلية في قبو منزله، وعندما يسأله مديره عن قراره بشأن منصبه الجديد، يستفسر منه (ماكس) متى كانت آخر مره رأى فيها اللوحة الأصلية، ربما في كناية إلى أننا نعيش في كثير من الأحيان حياة مزيفة، إلى أن يسحبنا ظرف ما، كما حدث للبطل مع رحيل عمه لينتبه إلى أن للحياة معنى آخر بعيداً عن كل هذه العلمية والثراء والبهرجة الزائفة.

آخر الأخبار
باحث اقتصادي لـ"الثورة": لا نملك صناعة حقيقية وأولوية النهوض للتكنولوجيا شغل (الحرامات).. مبادرة لمجموعة (سما) تحويل المخلفات إلى ذهب زراعي.. الزراعة العضوية مبادرة فردية ناجحة دين ودنيا.. الشيخ العباس لـ"الثورة": الكفالة حسب حاجة المكفول الخصخصة إلى أين؟ محلل اقتصادي لـ"الثورة": مرتبطة بشكل الاقتصاد القادم المخرج نبيل المالح يُخربش بأعماله على جدران الحياة "الابن السيئ" فيلم وثائقي جسّد حكاية وطن استبيح لعقود دورة النصر السلوية.. ناشئو الأهلي أولاً والناشئات للنهائي كرة اليد بين أخطاء الماضي والانطلاقة المستقبلية سلتنا تحافظ على تصنيفها دولياً الأخضر السعودي يخسر كأس آسيا للشباب دوبلانتيس يُحطّم رقمه القياس رعاية طبية وعمليات جراحية مجاناً.. "الصحة" تطلق حملة "أم الشهيد" ليست للفقراء فقط.. "البالة" أسعار تناسب الجميع وبسطاتها تفترش أرصفة طرطوس ماوراء خفايا الأرقام والفساد في اقتصاد الأسد المخلوع؟ بعد ترميمه.. إعادة افتتاح الجامع الكبير في اعزاز بريف حلب الشمالي من شجرة الرمان كانت البداية.. ريم درويش استثمرت أوقات فراغها بمشروع مثمر حالة ضعيفة من عدم الاستقرار الجوي مع ارتفاع في درجات الحرارة غداً إدارة إلكترونية وربط مباشر بالمصارف.. ما سر "الحكومة الرقمية المصغرة"؟ برامج عمل مشتركة مع "أكساد" لتطوير وتنمية الثروة الحيواني