الثورة – حسين صقر:
تحفل أجواء رمضان في المحافظات السورية، بجماليات وطقوس خاصة، ففي دمشق مازال الأهالي متمسكين بالكثير منها كجزء رئيسي من أجواء وتفاصيل الشهر الكريم وعاداته الاجتماعية.
وفي حديث لـ”الثورة” قال الباحث في التراث الشعبي الدمشقي أنس نويلاتي، عن عادات أهالي المدينة العريقة: كانت العائلات تبدأ الاستعداد لشهر رمضان قبل عدة أيام، بالتوجه إلى أسواق دمشق التقليدية، باب سريجة، الشاغور، الميدان، والشيخ محيي الدين، لشراء احتياجاتهم، والتي كانت تزدحم بالمتسوقين خلال هذه الفترة.
ويضيف: يستقبل أهالي دمشق أول أيام رمضان بالأبيض عادة، أي بطهي الأطعمة ذات اللون الأبيض، مثل: الكبّة بلبنية، والشاكرية، وغيرها، كما تحضر في هذا الشهر “السكبة”، وهي تقليد اجتماعي محبب، إذ يتبادل الجيران الطعام الذي تم إعداده للإفطار، فترى الموائد وقد تزينت بألوان مختلفة من الأكلات، في وقت يحسبون فيه حساب المسحراتي الذي يكون له نصيب في اليوم الثاني.
ويشير نويلاتي إلى أن الأمور اختلفت كثيراً بين الماضي والحاضر، حيث كانت مبالغ صغيرة تكفي العائلة لتؤمن معظم متطلبات الشهر الكريم، أما اليوم فالوضع مختلف، ولاسيما في هذه الظروف الصعبة.
وأضاف الباحث في التراث الشعبي، في العادة، عندما تحتاج عائلة إلى شيء ما فاتها إحضاره، فإنه من الطبيعي أن تقوم باستعارته من عائلة مجاورة، قليل من السكر، أو عدة أرغفة من الخبز، ما يعزز روح الألفة والتعارف، لدرجة أن ذلك قد يثمر في بعض الأحيان عن خطبة وزواج بين أبناء العائلات، وأحيانا لا تكون تلك العائلة بحاجته، لكن كي يُشعر الجار جاره بأهميته ووجوده بجانبه.
#صحيفة_الثورة