تل أبيب تضرب في العمق الإيراني.. “الأسد الصاعد” تفتح أبواب المواجهة الكبرى في الشرق الأوسط

الثورة – خاص

في تحول هو الأبرز منذ سنوات في طبيعة الصراع بين إسرائيل وإيران، نفّذ سلاح الجو الإسرائيلي فجر الجمعة عملية جوية معقدة داخل الأراضي الإيرانية، حملت اسم “الأسد الصاعد”، استهدفت منشآت نووية وعسكرية عالية الحساسية، وأسفرت عن مقتل شخصيات رفيعة في القيادة الإيرانية، بينهم قائد الحرس الثوري حسين سلامي، ورئيس هيئة الأركان محمد باقري، إلى جانب عدد من العلماء النوويين في مقدمتهم فريدون عباسي ومحمد مهدي طهرانجي.

العملية التي نُفذت بدقة متناهية وبتنسيق جوي واستخباراتي متقدّم، فتحت فصلاً جديداً من التصعيد، بعد سنوات من الحرب غير المعلنة بين الطرفين، وأظهرت حجم التغلغل الاستخباراتي الإسرائيلي داخل البنية الأمنية الإيرانية، ليس فقط باستهداف قادة الصف الأول بل بتوقيت مباغت ومتعدد الأهداف.

التوقيت لم يكن عبثياً، إذ تزامن مع تحول في الخطاب الإيراني، وسعي طهران إلى تثبيت أقدامها في ملفات إقليمية كبرى، من الخليج إلى جنوب القوقاز، وجاءت الضربة الإسرائيلية لإعادة رسم الخطوط الحمراء، ووضع سقف واضح لأي تموضع إيراني جديد يُهدد التوازن الإقليمي أو المشروع الأمني الإسرائيلي، خصوصًا في ظل تنامي التعاون الإيراني مع أطراف إقليمية، وسعيها للعودة إلى المفاوضات الدولية حول ملفها النووي.

الجيش الإسرائيلي أعلن أن العملية استهدفت منشآت تخصيب ومراكز قيادة عسكرية، إلى جانب مقار سرية للحرس الثوري، معتبراً أن “المرحلة الأولى من الهجوم أُنجزت بنجاح”، في وقت أُعلنت فيه حالة الطوارئ في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، تحسباً لأي ردّ انتقامي من طهران أو أذرعها المنتشرة في المنطقة، ولاسيما حزب الله والميليشيات العراقية واليمنية.

إيران من جهتها أقرت بالخسائر، وأكد المرشد الأعلى علي خامنئي مقتل عدد من القادة والعلماء، متعهدًا بأن “المعركة لن تنتهي”، في حين قالت القيادة العسكرية إن “اشتباكات جوية لا تزال جارية في سماء البلاد”، ما يشير إلى احتمالات برد مدروس قد يستغرق وقتًا قبل أن يُنفّذ.

من اللافت في المشهد موقف واشنطن، التي سارعت إلى النأي بنفسها عن العملية، حيث أكد وزير الخارجية ماركو روبيو أن الولايات المتحدة “لم تشارك في الهجوم”، محذراً طهران من استهداف القوات الأمريكية في المنطقة، في رسالة مزدوجة تعكس موقفًا حذرًا يوازن بين دعم إسرائيل ودرء تداعيات الدخول في مواجهة شاملة.

دلالات هذه العملية تتجاوز مفاعيلها العسكرية المباشرة، إذ تعيد تشكيل قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط، وتؤكد أن تل أبيب باتت على استعداد للانتقال من سياسة الردع المحدود إلى العمل الاستباقي الواسع، بما يشمل قلب العمق الإيراني، وأن أي تموضع عسكري أو نووي لطهران سيُقابل بضربات موجعة مهما كانت الكلفة.
في المقابل، تبدو إيران أمام اختبار استراتيجي حاسم: بين التصعيد المباشر وما يحمله من مخاطر، أو الرد عبر أدوات غير نظامية لإبقاء التصعيد تحت السيطرة. ولكن بأي حال، فإن اغتيال شخصيات عسكرية ونووية بارزة في ضربة واحدة، يضع النظام الإيراني أمام تحدٍ غير مسبوق في تاريخه الحديث.
قد تكون هذه الضربة بداية لحرب جديدة بالوكالة أو بداية مرحلة ردع طويلة، لكن الثابت أن معادلة الردع تغيرت، وأن الشرق الأوسط على أبواب مرحلة شديدة الاضطراب. والأيام المقبلة ستكون حاسمة في رسم اتجاه هذا الصراع: إلى تصعيد واسع أم إلى توازن جديد تحت حراب الخوف والانفجار الكامن.

آخر الأخبار
متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية  كيف حول الرئيس الشرع رؤية واشنطن من فرض العقوبات إلى المطالبة برفعها؟ ٥ آلاف ميغا واط كهرباء تعزز الإنتاج وتحفز النمو  المعرض الدولي لقطع غيار السيارات.. رسالة نحو المنافسة باستخدام أحدث التقنيات   "صحة وضحكة" .. مبادرة توعوية لتعزيز النظافة الشخصية عند الأطفال من رماد الصراع إلى أفق المناخ.. فلسفة العودة السورية للمحافل الدولية  إنجاز دبلوماسي جديد لسوريا في مجلس الأمن  الرئيس الشرع  في قمة (COP30)  :  إرادة الشعوب قادرة على تجاوز كل التحديات مهما عظمت   "  الخارجية " لـ"الثورة".. مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة لرفع العقوبات  "روح الشام" دعم المشاريع الصغيرة وربطها بالأعمال الخيرية الشرع يشارك في فعاليات مؤتمر قمة المناخ (COP30) مصدر مسؤول في "الخارجية": لا صحة لما نشرته "رويترز" عن القواعد الأميركية في سوريا الرئيس الشرع يلتقي غوتيريش على هامش أعمال مؤتمر قمة المناخ (COP30) مبادرة "لعيونك يا حلب" تعيد تجهيز المقاعد المدرسية  الرئيس الشرع يجتمع مع وزير الخارجية الإيطالي على هامش(COP30)