الثورة – فؤاد الوادي:
مخلّفاً عشرات الشهداء والجرحى ودماراً هائلاً في البنية التحتية، يواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على مدن وبلدات الضفة الغربية، خصوصاً على مدينتي جنين وطولكرم ومخيميهما، حيث دخل العدوان على طولكرم ومخيمها يومه الـ 37 ، فيما دخل العدوان على جنين ومخيمها يومه الـ43، مخلّفاً 28 شهيداً وعشرات الإصابات، وسط تصعيد عسكري وحصار خانق ومداهمات وحرق للمنازل وطرد وتشريد سكانها، ودمار هائل للبنية التحتية.
وقالت وكالة “وفا” الفلسطينية، إن قوات الاحتلال دفعت بتعزيزات عسكرية من الآليات العسكرية التي تمركزت أمام المباني السكنية التي تستولي عليها في شارع نابلس الرابط بين مخيمي “طولكرم ونور شمس”، وسط إعاقة حركة تنقل المركبات، في الوقت الذي انتشرت فرق المشاة في الشوارع الرئيسية المؤدية الى المخيمين.
ويواصل الاحتلال حصاره المطبق على مخيمي طولكرم ونور شمس، ويمنع الدخول إليهما أو الخروج منهما، وينشر دورياته الراجلة في محيطهما وداخل الحارات والأزقة، والقيام بمداهمة المنازل وتخريبها وتدمير محتوياتها وإخضاع من يتواجد داخلها من السكان للاستجواب، وإجبارهم على مغادرتها، وسط إطلاقه للرصاص الحي والقنابل الصوتية والضوئية لترويعهم، كما صعدت قوات الاحتلال من عمليات هدم وحرق المنازل والمنشآت في حارات مخيم نور شمس، إضافة إلى ما أحدثته من دمار كامل في البنية التحتية طالت شبكات الكهرباء والمياه والصرف الصحي والاتصالات.
وفي مخيم طولكرم، دفعت قوات الاحتلال بتعزيزات إضافية إلى داخل المخيم، وهي تطلق الأعيرة النارية بشكل كثيف، وتبث أصواتاً استفزازية لترويع المواطنين الفلسطينيين الذين ما زالوا داخل منازلهم على أطراف المخيم، خاصة في ساعات متأخرة من الليل، فيما يشهد المخيم وشوارعه دماراً واسعاً طال البنية التحتية والممتلكات العامة والخاصة.
ووسط استمرار الحصار المشدد على المخيمين، يعاني السكان ممن بقوا في منازلهم، من أوضاع معيشية صعبة بسبب نقص المواد الغذائية والطبية، وتتوالى مناشداتهم لتأمين وصول المستلزمات الأساسية، في الوقت الذي تعوق قوات الاحتلال عمل طواقم الإغاثة ومنها جمعية الهلال الأحمر من إيصال المساعدات الإنسانية، أو إخلاء الحالات المرضية.
وأسفر العدوان المتواصل على المدينة ومخيميها عن استشهاد 13 فلسطينياً، بينهم طفل وإمرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، إضافة إلى إصابة واعتقال العشرات، ونزوح قسري لأكثر من 9 آلاف فلسطيني من مخيم نور شمس، و12 ألف نازح من مخيم طولكرم، وما رافقه من عمليات الهدم والتجريف، التي طالت أكثر من 25 منزلاً من المخيمين خلال الأيام الأخيرة بذريعة شق طرق يخترق حاراتهما.
وفي مدينة جنين، وسّع الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على المدينة ليشمل الحي الشرقي من المدينة، حيث اقتحمت قواته فجر اليوم بناية سكنية، وأطلقت الرصاص الحي على الشاب جهاد علاونة (23 عاماً) ومنعت نقله بعد إصابته، ما أدى إلى استشهاده، كما اعتقلت عدداً من الشبان، فيما دفعت بتعزيزات عسكرية إلى الحي برفقة جرافات بدأت بتدمير عدة شوارع، منها شارع المدارس، وشارع سويطات، وصولاً إلى قرية حداد، وشارع الناصرة.
كما أغلق جنود الاحتلال شارع جنين نابلس والمدخل الجنوبي للمدينة، وتمركزت آلياته العسكرية عند دوار عصفور، أما في الحي الشرقي من المدينة، فقد أجبر جنود الاحتلال الأهالي على إخلاء منازلهم، كما فتش جنود الاحتلال منازل في منطقة خالد بن الوليد، ومنطقة حليمة السعدية، وسط وجود المدرعات.
وقطعت قوات الاحتلال التيار الكهربائي عن أجزاء من المدينة، بسبب تدمير جرافات الاحتلال البنية التحتية.
وواصل الاحتلال إغلاق مداخل مخيم جنين كافة بالسواتر الترابية، وطرد السكان الذين يحاولون الوصول إلى منازلهم، بينما تمركزت جرافاته وآلياته في محيط المخيم ودفع بتعزيزات عسكرية إلى مداخله كافة.
وهجّر الاحتلال، حتى الآن، قرابة 20 ألفاً من سكان مخيم جنين الذين توزعوا على قرابة 39 بلدة وهيئة محلية.
ويعمل الاحتلال على تغيير معالم المخيم من خلال التدمير الممنهج الذي طال 120 منزلاً بشكل كلي وعشرات المنازل بشكل جزئي.
ونفذت قوات الاحتلال 336 مداهمة، وأخضعت الفلسطينيين للتحقيق الميداني، بينما شنت الطائرات المسيرة قرابة 15 عملية قصف.
ويمنع الاحتلال الطواقم الصحفية المحلية والدولية من دخول المخيم لرصد الدمار والخراب، وتغطية ممارساته بحق الفلسطينيين.