حماة – زهور مضان:
كان الأطفال وما زالوا زينة الدنيا، وعنوان الحياة، وشمعة الأمل المنتظر، والغد المشرق القادم، لذلك لابد من إيلائهم الأولوية القصوى، وإعطائهم الاهتمام الأكثر، وتقديم شتى أنواع الدعم النفسي والاجتماعي والمادي لهم، للوصول بهم ومعهم إلى بر الأمان الذي فقدوه خلال سنوات الأزمة الماضية، حيث عاشوا الحروب والضغوط النفسية الكبيرة والأزمات الاقتصادية التي كان من أصعب نتائجها الحصار الاقتصادي الذي فرض على سوريا زمن النظام البائد، مما تسبب بالفقر والبؤس للكثير من السوريين الذين عاشوا أصعب الظروف المادية والنفسية.
مراكز الإيواء
والأهم من ذلك كله أن تلك الحروب تسببت للكثير من الأطفال الصغار بفقدان آبائهم أو أمهاتهم وأحياناً الاثنين معاً، ما أدى بطبيعة الحال إلى بؤسهم وتشتتهم وحرمانهم من أدنى حقوقهم، كما اضطر قسماً من هؤلاء الأطفال إلى اللجوء لمراكز الإيواء أو الجمعيات الخاصة برعاية الأطفال المحرومين من رعاية الأسرة، هذا فضلاً عن وجود أطفال صغار يعانون من مشكلات جسدية أو ما يسمى من ذوي الاحتياجات الخاصة الذين يحتاجون التشجيع والدعم النفسي والمعنوي ليظهروا كل ما لديهم من مواهب وقدرات على العمل ومجابهة الحياة بنجاح وشجاعة.
وانطلاقاً من هذه الفكرة نظم فريق “أثر التطوعي” في محافظة حماة فعالية خاصة بهذه الشريحة تشمل الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة.
نشاطات ترفيهيّة
قائد الفريق السيدة زهور عبد الرحمن شبيب أكدت لـ”الثورة” أنهم اجتمعوا في جمعية حماية الطفولة ورعاية الأيتام المحرومين من رعاية الأسرة أو ممن فقدوا آباءهم وأمهاتهم ليقدموا لهم نشاطات ترفيهية تابعة لسلسلة فرح الطفل الخاصة بفريق أثر، مبينة أن نشاطهم هذا بدأ برياضة صباحية نظراً لما للرياضة من أهمية كبيرة في حياة الطفل ولتحريك الجسم وتقويته وإعطاء الأطفال الحيوية والنشاط ليكملوا يومهم مفعمين بالحماس والقدرة على المتابعة وتقديم أفضل ما لديهم من معرفة وقدرات.
نشاطات معرفيّة حركيّة
وأوضحت أنهم قدموا للأطفال خلال هذه الفعالية نشاطات معرفية وحركية ليساعدوهم على زيادة التركيز على المعلومات والمعارف المقدمة لهم، وكذلك لتحفيز وتنشيط قدراتهم الذهنية وزيادة قدراتهم المعرفية وتحسين مستوى الذاكرة لديهم.
ورشة مهنيّة
وأشارت شبيب إلى أن نشاطات فريقهم ليست موجهة فقط لذوي الاحتياجات الخاصة، وإنما لكل الأطفال الذين يحتاجون للدعم والتحفيز والمساعدة لذلك قام فريقهم بتنظيم ورشة مهنية هدفها الأساسي تعليم الأطفال كيفية تصنيع زينة رمضان بشكل جميل من خلال الوسائل المتاحة لهم، فبهذا يتم تعليمهم أهمية الانطلاق في الحياة وتطوير ذواتهم من خلال أبسط الأمور، لأن الحياة السليمة تكون بصعود السلم درجة درجة للوصول إلى مستوى التقدم والنجاح.