لا يختلف اثنان إذا ما قلنا: إن شهر آذار هو شهر الخير والجمال، فهو مزيج بين نهاية الشتاء وبداية الربيع.. ناهيك أنه يحمل أعياداً قريبة على قلوبنا جميعاً كعيد الأم والمعلم على سبيل المثال. بيد هذا العام كان لآذار طعم آخر، فجاء فيه شهر رمضان المبارك الذي يجمع الأهل والأحبة والأصدقاء على الألفة والمحبة والعطاء، تتجول في أحياء دمشق، لترى السوريين يمدون يد العون لكل محتاج، لا أحد يبخل على الآخر في سبيل زرع الابتسامة على وجوههم.
ما يجمعنا اليوم، وتحديداً خلال الشهر الكريم، هو علاقات إنسانية تعلو على تفاصيل العمل اليومية، بل هي مودة واحترام وإحساس بالآخر، ولحظات تتجمد فيها خلافات صغيرة وتتلاشى، في سبيل زرع المحبة والفرح والسلام، لبناء جسور الحياة على جميع المستويات بعقول منفتحة قادرة على العطاء ومؤمنة بأن الغد يجب أن يكون أفضل. سنبقى يداً واحدة مع بعضنا بعضاً، نعمل ونثابر ونعطي ونبني، فنحن -السوريين- عبر التاريخ مؤمنون بوطننا، وبالحق الذي لا يقبل المساومة، سوريا تألمت كثيراً لكنها بعد التحرير عادت لتنفض الغبار عنها كطائر الفينيق، فهي الأم، وبوابة الشرق، والوعد الصادق والراسخ، والمبدأ الثابت الذي لا يلين أو ينكسر.
#صحيفة_الثورة