الثورة- نور جوخدار
على غرار ما حصل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بعد المشادة الكلامية بينه وبين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وتعليق المساعدات العسكرية الأميركية لكييف، تتزايد المخاوف في تايوان من تخلي ترامب عن الجزيرة وتركها تصارع الصين وحدها.
يهيمن الخلاف الصيني الأميركي حول تايوان على العلاقات بين البلدين، مع سعي الصين لإعادة ضم الجزيرة إلى أرضيها، وزيادة تدريباتها العسكرية وإرسالها طائرات مقاتلة وسفن تابعة للبحرية إلى محيط الجزيرة خلال الأعوام السابقة مع تكثيف تصريحات المسؤولين الصينيين حول إعادتها إلى سيادتها بشتى الطرق السلمية دون أن يستبعدوا الحل العسكري من حساباتهم.
ويعود قلق تايبيه من سياسة ترامب تجاهها إلى انتقادات وجهها لها خلال حملته الانتخابية في تشرين الأول الماضي إذ اتهمها بسرقة صناعة الرقائق الأميركية، وضرورة أن تدفع تايوان إلى الولايات المتحدة الأميركية في مقابل المساعدة على الدفاع عن نفسها، وأيضاً ضرورة زيادة إنفاقها العسكري الدفاعي إلى 10% من الناتج المحلي الإجمالي.
وإرضاءً لترامب، تسعى تايبيه لشراء مزيد من الأسلحة الأميركية, ولاسيما أن واشنطن تعد من أهم موردي الأسلحة لها ومن أكبر الداعمين الأمنيين لها، ووفق تقرير لوكالة رويترز فإن تايوان تدرس حالياً شراء أسلحة بقيمة 7-10 مليارات دولار هذا العام، مع سعيها لزيادة إنفاقها الدفاعي إلى 3 % من الناتج المحلي الإجمالي.
تهديدات ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على منتجات الرقائق الإلكترونية المستوردة من تايوان بداية نيسان المقبل، وجدت صدى داخل الجزيرة حيث يتم العمل على زيادة الميزانية الدفاعية وفق ما أعلن الرئيس التايواني ويليام لاي تشينغ تي، في ال14 من شباط الماضي، عقب اجتماع أمني رفيع المستوى.
وتجنباً لفرض تلك الرسوم الجمركية، أعلنت شركة TSMC التايوانية لصناعة أشباه الموصلات المحدودة وأكبر صانعة للرقائق في العالم, بعد مشاورات مع الرئيس ترامب، عن توصلهما لصفقة تتضمن موافقة الشركة على زيادة استثماراتها بمقدار 100 مليار دولار من خلال بناء خمسة مصانع متطورة جديدة في الأراضي الأميركية ومنها في ولاية أريزونا، ما سيرفع إجمالي استثمارات الشركة إلى 165 مليار دولار في أميركا.
وبعد إعلان الصفقة، رأى الرئيس الأميركي أن غزو الصين لتايوان سيكون كارثياً، لكنه لم يشر إلى ما إذا كانت واشنطن ملتزمة الدفاع عن تايبيه.
وتعد تايوان بالنسبة للولايات المتحدة ذات أهمية إستراتيجية في المحيطين الهندي والهادئ، وورقة ضغط على الصين وليس من السهل التنازل عنها، وفي هذا الإطار صرح وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، لشبكة “فوكس نيوز” الأميركية، بأن أفضل طريقة لمنع الصراع في مضيق تايوان هو أن تكون لدى الولايات المتحدة قدرة عسكرية قوية، فيما أكد موقف بلاده تجاه الجزيرة قائلا: إنه راسخ، رافضا أي تغيير قسري في وضعها.
ورداً على قرار إبرام الصفقة، أكد الرئيس التايواني أن شركة TSMC ستحافظ على عمليات التصنيع الأكثر تقدمًا في تايوان, فيما أعرب أستاذ الدبلوماسية في جامعة تشنغتشي الوطنية في تايوان كوي بو هوانج، عن قلقه بشأن العواقب المحتملة طويلة الأجل للقرار معتبراً أن الحكومة التايوانية بحاجة إلى معالجة القلق العام المتزايد بشأن إضعاف “درع السيليكون” في تايوان.
من جانبه، رأى الأستاذ في معهد تسيونغ كوان للدراسات والأبحاث ومقره هونغ كونغ، ان “مستقبل جزيرة تايوان يعتمد على قدراتها الدفاعية، وليس على الالتزام اللفظي الأميركي بالدفاع عنها أمام أي تهديد صيني.”
ونقلت بلومبرغ عن مدير المعهد الأميركي في تايوان قوله: أن الولايات المتحدة تعمل على تسريع إيصال شحنات الأسلحة إلى تايوان، مضيفاً إذا انتهت حرب أوكرانيا فيتوقع عودة تركيزنا لاحتياجات تايوان الدفاعية.
#صحيفة_الثورة
