الثورة – فؤاد الوادي:
تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة منشور مطبوع منسوب للقوات الروسية في قاعدة “حميميم” توجّه للسوريين الذين لجؤوا إليها خلال أحداث الساحل الأخيرة بالعودة إلى منازلهم وأماكنهم.
وجاء في المنشور المذكور أن “الحكومة السورية بذلت خلال الـ10 أيام الماضية جهوداً كبيرة لحل الأوضاع في مدينة اللاذقية”.
في دلالة التوقيت، يبدو المنشور، وبغض النظر عن صحته وحقيقته، داعماً ومواكباً لإنجازات الشعب السوري التي حققها خلال الأيام القليلة الماضية، والتي كان آخرها “الإعلان الدستوري” الذي خط مرحلة فاصلة في تاريخ السوريين، وبكلام آخر، فإن هذا المنشور جاء ليؤكد حقيقة الجهود الكبيرة التي قامت بها الدولة السورية على خلفية الأحداث الدامية التي جرت في الساحل، لاسيما تشكيل لجنة للتحقيق بما جرى، وتحديد هوية الفاعلين وتحويلهم إلى القضاء المختص لمحاسبتهم ولينالوا جزاءهم العادل.
كما أن “المنشور” يحمل ما بين سطوره، تأكيداً (اعترافاً) على أن هناك أياد خفية، كانت وراء تلك الممارسات الوحشية التي ارتكبت في بعض مدن الساحل، ونقصد هنا، فلول النظام ( مدعومين من قوى خارجية) الذين لا يزالون يتصيدون ويتحينون الفرص، لبث الفتن وإثارة الفوضى والنعرات والنزاعات الطائفية، ويُعزى هذا الاعتراف الروسي غير المباشر، إلى بنك المعلومات الاستخباري الكبير الذي تمتلكه روسيا حيال ما جرى مؤخراً في الساحل.
لكن، إن أردنا الغوص أكثر ما بين سطور هذا المنشور، في حال كان حقيقياً، فإن ما وراء الأكمة ما وراءها، لجهة كونه امتداداً للمحاولات الروسية السابقة في إثبات حسن النوايا تجاه دمشق، وفي التقارب والتقرب من الدولة السورية الجديدة، وفتح صفحة جديدة من التعاون معها، على قواعد وأسس تحاكي وتواكب وتحترم تضحيات وانتصارات الشعب السوري على الطغيان والاستبداد.
بقي أن نذكر أنه حتى اللحظة لم تنف أو تؤكد أي جهة رسمية روسية صحة وحقيقة هذه الورقة (المنشور)، وعليه، فإنه، أي المنشور، ربما يكون بالون اختبار، صرخة روسية مقصودة في واد، قد يجد صداها طريقه إلى دمشق، وتستطيع موسكو على إثرها تحديد ورسم ملامح الطريق للخطوات المقبلة في ظل التطورات المتسارعة على الساحة السورية والإقليمية والدولية.