نبذ بعض الأصوات المتطرفة التي تعلو بين فينة وأخرى، ومجابهتها لم يعد ترفاً في وقت يحتاج الجميع لكلمة طيبة تؤلف بين القلوب والعقول في هذه اللحظات الحرجة الانتقالية التي يمر بها بلدنا، لا تبدأ بنشر الكلام الطيب والدعوات الأخلاقية فقط، التي اتسمت بهما الديانات السماوية جميعها على حد سواء، بل يوازيها إجراءات قانونية صارمة واضحة تمنع العنف والتطرف وتنشر السلام والوئام في المجتمع، توحد أطيافه وتراعي خصوصيته وتنوعه وغناه الإنساني والحضاري الممتد لقرون، الأمر الذي تحض عليه كل التصريحات والآراء الرسمية من أعلى المستويات، وما تشكيل لجان التحقيق بما حدث مؤخراً في البلاد، وتشكيل لجنة للسلم الأهلي إلا تأكيد على سماحة الخطاب الرسمي، والذي لابد من ملاقاته في الخطاب الديني والشعبوي أيضاً، ندرك جميعاً أننا في مرحلة بناء جديدة للدولة، ومن الطبيعي أن تحدث هنات هنا أو هناك، رأب الأخطاء لا يحتاج سوى قرارات تنفذ عملياً وفورياً، ما يدعونا للتفاؤل، الهبة الشعبية في مختلف المحافظات لمساعدة ودعم المحتاجين المتضررين من الأحداث الأخيرة، عسى أن تدمل الجراح وتلم الشمل من جديد بخطاب جامع موحد، يحمي وحدة المجتمع وبنيته وكينونته، ليكون الجميع مشاركاً في بناء سوريا الجديدة.
قصة منصة FBC ليست مجرد فصل مؤلم في كتاب الخسائر، بل درس قاسٍ يؤكد أن الثراء السريع ليس سوى وهم ينهار أمام اختبار الواقع، ونفس الموضوع ونفس المبدأ يتم من خلال عمليات نصب متعددة من خلال موضوع التداول بالعمليات المشفرة، ومن خلال موضوع التسويق الإلكتروني، وأيضاً في موضوع التداول بالأسهم وغيرها، لكنها أيضاً فرصة لنعيد التفكير في علاقتنا بالتكنولوجيا والمال، فالمستقبل لن يتغير بمجرد الأمنيات، بل بالتكاتف بين مواطن يقظ يرفض الانسياق، وحكومة تتحمل مسؤوليتها في بناء جدار رقمي واقٍ، منصة FBC ليست النهاية، بل نقطة انطلاق لمواجهة النصب الإلكتروني بجدية، فهل نتحرك اليوم في سوريا، أم ننتظر كابوساً يطرق أبوابنا؟