الثورة – أسماء الفريح:
كتبت صحيفتا “النهار” و”الأنباء” اللبنانيتان أن ما شهده جنوب لبنان أمس يعد حدثاً خطيراً منذ الإعلان عن التوصل إلى اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان و”إسرائيل” في تشرين الثاني الماضي, رغم الخروقات الإسرائيلية اليومية له, في ذريعة استغلها الكيان لمواصلة اعتداءاته.
وقالت “النهار”: “فمع أن مئات الاختراقات الإسرائيلية المتمادية يومياً لهذا الاتفاق إلى جانب استمرار إسرائيل في احتلالها لخمس تلال لبنانية حدودية واختراقات عدة للاتفاق علنية وضمنية من الجانب اللبناني سجلت على امتداد المرحلة السابقة شكل الاهتزاز العنيف والواسع لشبه الهدنة الهشة التي أحدثها ذاك الاتفاق الخطر الأوسع لانهيار الوضع القائم منذ إعلان الاتفاق.”
وأضافت: “ولعل مكمن الخطورة الكبرى تمثل في استحضار جهة مشبوهة ظاهرة الصواريخ مجهولة الهوية والمصدر ومكشوفة الأهداف لاستهداف إسرائيل من جنوب الليطاني ووضع لبنان الرسمي عهداً وحكومة وجيشاً في مهب أمر واقع شديد الوطأة بين فكي كماشة بما ينذر بأوخم العواقب فيما لو عجزت الدولة عن مواجهة هذه الخطة الخبيثة التي يراد منها إعادة استباحة الوضع بمجمله مع تسارع خطر احتمالات تجدد الحرب الإسرائيلية على الجنوب ومناطق لبنانية أخرى في العمق بما فيها بيروت نفسها,” في إشارة إلى تهديدات وزير الحرب الإسرائيلي.
وتابعت أن ما زاد التعقيد والغموض أن “حزب الله” المشتبه البديهي الأول بقصف الصواريخ، سارع إلى نفي أيّ علاقة له بإطلاقها والبقاء على التزامه بالاتفاق.
وبينت الصحيفة أن مصادر موثوقة أكدت لها أن ثمة تطورات كبيرة ستقبل عليها البلاد منعاً لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء, مشددة على أن الكثير من أهداف هذا الافتعال يستهدف إنجازات كبيرة حققها الجيش في جنوب الليطاني وستستكمل حتى النهاية بتصميم أكبر وأصلب.
من جانبها, كتبت صحيفة الأنباء الإلكترونية تقول: “قُرعت طبول الحرب لساعات، وتصدّر المشهد الجنوبيّ واجهة الأحداث على الساحة الداخلية مرّة جديدة.. فبعد حوالي ثلاثة أشهر على إعلان وقف إطلاق النار الذي لم يتوقف العدو الإسرائيلي عن خرق بنوده طيلة الفترة الماضية، وجد اللبنانيون أنفسهم في مرمى النيران مجدداً، بعد أن أُطلقت قذائف صاروخية “مجهولة النّسب”، من الجنوب باتجاه مستوطنة المطلّة، في ذريعة استغلتها إسرائيل لشن فصلٍ دموي محدّث ضدّ البشر والحجر.”
وأضافت أن هذه العملية شكّلت خدمةً للاعتداء الإسرائيلي، وفق ما يشير الصحافي والباحث السياسي علي حمادة، واصفاً الصواريخ بـ”اللقيطة” التي تُدرك المشروع الإنقاذي للبلاد، في محاولة لتوريط لبنان في جولة عنف جديدة قد تجرّ الكثير من الويلات على الشعب اللبناني في الجنوب وربما خارج نطاقه.
حمادة تابع أنَّ الجهة التي تقف خلف هذه الرسالة التي أتت بعد أقلّ من اثنتي عشرة ساعة على مواقف صارمة لجهة ثلاثية جيش شعب مقاومة، والتي قال رئيس الحكومة نوّاف سلام بأنها أصبحت من الماضي، إضافةً إلى قوله بأنَّ لبنان لن يحظى باستثمارات عربية ما دام السلاح موجوداً من خارج الدولة والشرعية، لفتَ إلى أنَّ الرد أتى بطريقة ملتوية، من جهة لا تريد أن تدخل في عباءة الدستور والشرعية اللبنانية، باستخدام العامل الفلسطيني وربما بعض الأشخاص من خارج التركيبة التقليدية، كما الأدوات البدائية التي لا تقدّم ولا تؤخر.
حمادة أشار إلى أنَّ هذه العملية تُعدّ استهدافاً واضحاً لعهد الرئيس جوزيف عون ولحكومة سلام، كما لأكثرية اللبنانيين الذين يريدون طي صفحة الحرب والحروب السابقة بشكل نهائي بعد كلّ المغامرات التي دمرت البلد بأهله وحجره.
بدورها, كتبت صحيفة الديار: لم يكن العدو الإسرائيلي بحاجة أمس لأي ذريعة من أجل مواصلة اعتداءاته على لبنان، ومحاولة الإطاحة باتفاق وقف النار وفرض إيقاعه على طريقة تطبيقه.. ويكفي الإشارة في هذا المجال إلى أنه نفذ ما يزيد عن 1500 اعتداء وخرق منذ إعلان الاتفاق ويكفي أيضاً أن هذا العدو ما زال يحتل أجزاء من المناطق الحدودية الجنوبية بحجة إصراره على الاحتفاظ بنقاط إستراتيجية خمس.
وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي أعلنت اعتراض 3 صواريخ أطلقت من لبنان للمرة الأولى منذ قرابة الـ3 أشهر, وحمل وزير حرب الكيان الإسرائيلي الحكومة اللبنانية مسؤولية أي إطلاق نار من أراضيها, فيما أعلن الجيش اللبناني أن الوحدات العسكرية تستمر في اتخاذ التدابير اللازمة لضبط الوضع في الجنوب بعد عثوره على منصات صواريخ بدائية وقيامها بتفكيكها.
وعلى الصعيد الرسمي, جدّد لبنان دعواته لمنع التصعيد وتلافي أي تداعيات وضبط أي خرق أو تسيّب يمكن أن يهدد الوطن في هذه الظروف الدقيقة، وفق بيان لرئاسة الجمهورية.
#صحيفة_الثورة