أيام جميلة وعزيزة تمر علينا في شهر آذار الهدّار كما يقال (للدلالة على قوّة الأمطار في بعض أيّامه), نحتفي بعيد المعلم وعيد الأم وعيد الشعر العالمي الذي نعتبره كزهر اللوز- على حد تعبير الشاعر محمود درويش.
نكتب اليوم عن عيد الأمهات عيد القداسة والطهارة ومكارم الأخلاق, عيد اللواتي ساهمن في تنشئة الأجيال، وإعداد الأطفال ليصبحوا رجال المستقبل، على اعتبار أنّ الأمّ رمز الخصب والعطاء، كما الطبيعة التي تنفجر بالحياة عند إطلالة الربيع.
نكتب عن الأم السورية التي يحق علينا أن نقدم لها باقة حب وامتنان لما فعلته وتفعله من أجلنا ومن أجل الوطن, فهي التي حملت الأوجاع والهموم متحدية كل المصاعب التي اعترضت طريقها.
نكتب لمنبع جمال بيوتنا, فما زلت أذكر المثل الشائع (لا يبدأ الصباح إلا عندما تستيقظ الأم), كيف لا وهي التي تصنع وتعمل من أجل بناء المستقبل.
نكتب عن المعلمة والفلاحة والمربية والمهندسة والطبيبة التي زرعت في عقولنا حب العلم والثقافة والمعرفة والقراءة والكتابة، لنمضي في رحلة الحياة.
في حضرة الأم يصعب الكلام وتتبعثر الكلمات, لكن لا عيد يضاهي سمو جمال الأم وحنانها وبياض قلبها ونظافة يديها, نعم, سوريا ولادة وقد أنجبت الأمهات اللواتي زرعن وحصدن, لتبقى سوريا هي الغد الذي يستمسك بالأصالة والقيم والمبادئ, سوريا الأمن والأمان التي تستحق الحياة الكريمة وهي واحدة موحدة بجهود وسواعد السوريين جميعاً.