تحويلات المغتربين.. شريان حياة للسوريين لكنها لا تحقق التنمية المستدامة

 

الثورة – جاك وهبه:

مع تفاقم الأزمة الاقتصادية في سوريا أصبحت تحويلات المغتربين شريان حياة لكثير من العائلات، توفر احتياجاتهم الأساسية، وتخفف من وطأة الغلاء، كما تساهم في إدخال العملة الصعبة إلى البلاد مما يساعد جزئياً في مواجهة الأزمة المالية، لكن رغم أهميتها لا يزال تأثيرها على الاقتصاد محدوداً لأنها تُستهلك في النفقات اليومية بدلاً من الاستثمار في مشاريع تنموية تحرك عجلة الإنتاج وتوفر فرص عمل.
الاستهلاك المباشر
اليوم يعتمد عدد كبير من الأسر السورية على الأموال التي يرسلها أقاربهم في الخارج، فمع تراجع قيمة العملة المحلية وارتفاع الأسعار أصبحت هذه التحويلات مصدراً أساسياً، لتغطية النفقات لكن رغم دورها في تحسين مستوى المعيشة تبقى مساهمتها في الاقتصاد العام ضعيفة لأنها تذهب بمعظمها إلى الاستهلاك المباشر بدلا من الاستثمارات التي تعزز النمو المستدام.
عقبات كبيرة
أما فيما يتعلق بالاستثمار، الوضع أكثر تعقيداً، فالكثير من المغتربين يفكرون في ضخ أموالهم داخل سوريا سواء من خلال مشاريع صغيرة أم شراء عقارات، لكنهم يواجهون عقبات كبيرة، مثل عدم الاستقرار الأمني، والقوانين المعقدة والعقوبات الاقتصادية، وحتى من نجحوا في تأسيس أعمالهم يواجهون تحديات مثل نقص المواد الأولية وارتفاع تكاليف التشغيل والتذبذب المستمر في سعر الصرف مما يجعل الاستثمار في سوريا محفوفا بالمخاطر.
بيئة استثمارية
ورغم هذه الصعوبات فإن الحل ليس مستحيلاً بل يتطلب جهوداً جدية من الجهات المعنية لخلق بيئة استثمارية جاذبة عبر تقديم حوافز ضريبية وتبسيط الإجراءات البيروقراطية، وضمان قدر من الاستقرار الاقتصادي فهذه العوامل قد تشجع المغتربين على استثمار أموالهم في مشاريع إنتاجية تساهم في تحريك الاقتصاد بدلا من اقتصار دورها على التحويلات الاستهلاكية.
مسكنات مؤقتة
لا شك أن تحويلات المغتربين تلعب دوراً مهماً في دعم الاقتصاد السوري، لكنها تبقى حلاً مؤقتاً، وغير كاف لتحقيق التنمية المستدامة، فالمطلوب ليس مجرد تدفق الأموال، بل استثمارات حقيقية تساهم في إعادة بناء الاقتصاد، وخلق فرص عمل حقيقية، والسؤال الذي يطرح نفسه هل ستتمكن الحكومة من تهيئة الظروف المناسبة لجذب هذه الاستثمارات، أم ستظل أموال المغتربين مجرد مسكنات مؤقتة للأزمة الاقتصادية؟.

آخر الأخبار
بطلا الشطرنج الضمان وعيتي يتصدران بطولة النصر والتحرير  في أهلي حلب.. تجديد لصنّاع السابعة و سؤال عن عودة أبو شقرا جمعة واتحاد الكرة:أفكر في دخول الانتخابات.. وإلغاء شرط الشهادة خطأ جميع الشركات أكملت تجهيز مواقعها.. معرض دمشق سيكون نموذجاً وطنياً مميزاً.. وترتيبات مبهرة بحفل الافت... الرئيس الشرع يستقبل وفداً من الكونغرس الأميركي لبحث ملفات الأمن ورفع العقوبات رسالة معرض دمشق الدولي بدورته الجديدة.. الانفتاح والشراكة مع العالم دمشق ترحب وتعتبر رفع العقوبات الأميركية تحولاً نوعياً يمهّد لمسار تعاون جديد تعزيز التعاون في مجال الطوارئ والكوارث بين سوريا والعراق معرض دمشق الدولي.. بوابات اقتصادية وآمال مشروعة لانفتاح أكبر "الرقابة المالية":  فساد "ممنهج" بتريليونات الليرات استهدف معيشة السوريين مباشرة جمعية "موصياد" التركية: فتح آفاق للتعاون مع سوريا وإطلاق منتدى اقتصادي دولي معرض دمشق الدولي.. منصة متكاملة لتبادل الخبرات والمعارف وعقد الاتفاقات تطوير العلاقات الاقتصادية بين "غرف التجارة السورية" و"التجارة والصناعة العربية الألمانية" محطة وطنية بامتياز.. في مرحلة استثنائية رسمياً ... الخزانة الأميركية تُعلن رفع العقوبات المفروضة على سوريا اجتماع جدة: إسرائيل تتحمل مسؤولية جرائم الإبادة في غزة معاون وزير الصحة يتفقد أقسام مستشفى درعا الوطني سعر الصرف يتراجع والذهب يحلق الحملات الشعبية في سوريا.. مبادرات محلية تنهض بالبنى التحتية وتؤسس لثقافة التكافل عودة نظام سويفت تدريجياً.. خبير اقتصادي  لـ"الثورة": استعادة الروابط المالية وتشجيع الاستثمار