الثورة – جاك وهبه:
تشهد الأسواق في دمشق حالة من الركود غير المسبوق مع اقتراب عيد الفطر، حيث تغيب أجواء العيد المعتادة التي كانت تميز هذه الفترة من كل عام، المحال التجارية تبدو شبه فارغة من المتسوقين رغم اقتراب موعد العيد الذي يفترض أن يكون ذروة النشاط التجاري، ويعود السبب الرئيسي لهذا الجمود إلى قلة السيولة المالية لدى المواطنين وارتفاع الأسعار إلى مستويات تفوق القدرة الشرائية للغالبية العظمى من السكان، الأمر الذي جعل الكثيرين يعيدون ترتيب أولوياتهم ويتخلون عن بعض العادات المرتبطة بالعيد.
ملابس العيد لم تعد أولوية
في أسواق الألبسة تبدو الأزمة واضحة بشكل أكبر حيث يعبّر أصحاب المحال عن استيائهم من ضعف الإقبال على الشراء رغم العروض والتخفيضات التي يحاولون تقديمها في محاولة لإنعاش المبيعات، ومع أنّ العيد عادة ما يكون موسم شراء الملابس الجديدة خاصة للأطفال، إلا أنّ الظروف الاقتصادية الصعبة جعلت الكثير من العائلات تؤجل شراء الملابس أو تكتفي بشراء الضروري منها فقط.
يقول وسيم سلامة، وهو صاحب محلّ لبيع الملابس: إنه لم يشهد ركوداً بهذا الشكل من قبل حيث كانت المحال في مثل هذا الوقت من العام تمتلئ بالزبائن الذين يبحثون عن ملابس العيد لأطفالهم، ولكن هذا العام الوضع مختلف تماماً، فالأسعار مرتفعة بشكل كبير بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج والاستيراد والمواطن لم يعد قادراً على الشراء كما كان يفعل في السنوات الماضية.
الحلويات والمكسرات خارج الحسابات
محال الحلويات والمكسرات ليست بحال أفضل، إذ يشهد هذا القطاع أيضاً تراجعاً كبيراً في الإقبال، وأصبح شراء الحلويات والمكسرات نوعاً من الترف الذي لا يستطيع الجميع تحمله في ظل تزايد الضغوط المعيشية، ومع أن العائلات السورية كانت تحرص على شراء الحلويات لاستقبال العيد، إلا أن الأولويات تغيرت وأصبح التركيز على الأساسيات فقط.
يقول عبد القادر السالم، صاحب أحد محال الحلويات: إن الوضع مختلف تماماً عن السنوات السابقة، فالمحال كانت تمتلئ بالزبائن قبل العيد بأيام، ولكن الآن الأمور تغيرت بشكل كبير حتى من يشتري يكتفي بكميات صغيرة جداً، وهذا انعكاس مباشر للوضع الاقتصادي الصعب الذي يعيشه الناس.
آمال بحوالات المغتربين
يرى بعض الاقتصاديين أن حوالات المغتربين قد تساهم في تحريك الأسواق قليلاً خلال الأيام القادمة لكنها لن تكون كافية لتعويض ضعف القدرة الشرائية لدى المواطنين، ويعتمد الكثير من السوريين في الداخل على الأموال التي يرسلها أقاربهم في الخارج لتغطية احتياجاتهم الأساسية وليس لشراء الكماليات.