الشيخ كوكي لـ”الثورة”: التكافل الاجتماعي يوفر الحاجات الأساسية ويعزز الرحمة والتعاون

الثورة – غصون سليمان:

يعكس التكافل الاجتماعي بشكل عام، وفي شهر رمضان المبارك بشكل خاص، أهمية إحساس الناس ببعضهم البعض، لناحية تعزيز الوعي بكل مكونات المجتمع، كموائد الرحمن التي تقوم على إفطار الصائم، وتوزيع المساعدات كسلات الغذاء، وكفالة أسر الأيتام، الشهداء، جرحى الحرب، ومشاريع تعليم المهن ليتحول الفقير من آخذ إلى معطٍ.

من آخذ إلى معطٍ

وعن أهمية هذه الجوانب يشير فضيلة الشيخ عبد الرحمن كوكي خطيب جامع المرابط بمنطقة المهاجرين في حديث لـ”الثورة” إلى أنه علينا أن نحول الفقير من آخذ دائم إلى معطٍ، وذلك عبر المشاريع الصغيرة التي يأخذها الفقير من مال الزكاة لكي يقوم بمشروع يدر عليه كفايته على الأقل ومن ثم يحوله إلى مشروع أكبر، وهذا ما حصل في العالم كله، منوهاً بحملات الصحة الخيرية وحملات الإيواء لمن دمرت بيوتهم وإغاثة للاجئين والنازحين.

فريضة متنوعة

الشيخ كوكي أكد أن زكاة المال فريضة متنوعة تشمل كثيراً من الأصناف كالذهب والفضة والعملات بأنواعها، والزروع والثمار والبهائم بأنواعها من البقر والغنم والإبل.

قال تعالى: “وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة”، وقال تعالى: “وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ”.

وأما زكاة الفطر فقد حضنا عليها الإسلام، مما أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر إذ قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من زبيب، أو صاعاً من شعير، وأيضاً قريب منه حديث أبي سعيد الخدري، وأجاز العلماء ومنهم الإمام أبو حنيفة وإسحاق ابن راهوي أن تكون زكاة الفطر نقداً، ومن فوائد زكاة المال توزيع الثروة حتى لا تبقى الثروة محصورة بيد الأغنياء فقط، قال تعالى: “مَّا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَىٰ رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَىٰ فَلِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنكُمْ وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”.

ينمي الروح الإنسانيةولفت فضيلة الشيخ إلى أن التكافل الاجتماعي يوفر الحاجات الأساسية ما يعزز الرحمة والتعاون وينمي الروح الإنسانية، ففي الحديث الصحيح قال عليه الصلاة والسلام: “إنما يرحم الله من عباده الرحماء”، موضحاً أنه في التكافل الاجتماعي نبدأ بالأقرب فالأقرب وفق القاعدة الفقهية، الأقربون أولى بالمعروف، هذه قاعدة وليست آية ولا حديثاً، ولكنها قاعدة تدل عليها كل نصوص الشريعة وهي البدء بالأقارب ثم الجوار، ثم أهل الحي، ثم أهل المدينة، وهذا يتطلب التعاون مع الجمعيات الخيرية والمنظمات الدولية والأهلية للقيام بحملات توعية والمساعدة بسد حاجات الناس. وكذلك القيام بمحاضرات وندوات وخطب تحفز الأغنياء على الإنفاق فهذا واجب عظيم.

أعظم فوائد الزكاة

فالتذكير بالإنفاق أمر مهم، ومن لا يحض على الإنفاق توعده الله عز وجل بعذاب شديد إذ قال تعالى: “أَرَأَيْتَ الَّذِي يُكَذِّبُ بِالدِّينِ (1) فَذَلِكَ الَّذِي يَدُعُّ الْيَتِيمَ (2) وَلا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ”، فعدم الحض على طعام المسكين ذنب عظيم، فمن الواجب أن نذكر الأغنياء بأن الذي ينفقونه يعوضه الله عليهم، قال تعالى: “وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين”، ومن أعظم فوائد الزكاة بعث الطمأنينة في نفوس الدافع، بأن الله يتقبل منه إنما يتقبل الله من المتقين فقد صار في جملة المتقين وأنه يجدد العهد مع الله للالتزام بهذا الدين عبر أداء الزكاة، ويخلصه من ذات الشح.

تأثيرها على النفس

قال تعالى: “ومن يوقى شح نفسه فأولئك هم المفلحون” حيث يعزز شعوره بالمسؤولية والأمن.

وختم الشيخ كوكي حديثه مؤكداً أن تأثير الزكاة على الفقير أمر على غاية من الأهمية، فهي أولاً تخلصه من الحقد والبغض للأغنياء أو من الحسد لا قدر الله إذا أصابه، فالفقير يرى نفسه طبقة دون الأغنياء، وينبغي علينا ألا نشعره بأنه دون الغني.

فالمواطنون سواسية في المجتمع الواحد، فعندما يرى الفقير الغني يقف إلى جانبه يشعره بالمودة ويشعره بإنسانيته وكرامته ويشعره بالمساواة، وأنه جزء من المجتمع، فلا شك تتحسن نفسيته ويشعر بإنسانيته وكرامته، ويشعر بقيمة الدين ويتحسن وضعه الاقتصادي.

فبعض الفقراء- والعياذ بالله- يكون أمام أحد خيارين، إما أن يموت جوعاً، أو يتحول إلى مجرم كي يأكل ويشرب ولا يموت من الجوع، فإذا أخذ من الزكاة قلت الجريمة وعالجها الإسلام معالجة عظيمة وقضى عليها بالتماسك والاستقرار والتلاحم وتحقيق الأمن.

وأخيراً دعا فضيلة الشيخ الله التوفيق لنا وبقية المجتمع للقيام بالتكافل الاجتماعي والتخلق بأخلاق رمضان إنه تعالى سميع مجيب.

آخر الأخبار
"تجارة حلب" تختتم فعاليات مهرجان رمضان الخير وليالي رمضان مُحي الدين لـ"الثورة": نجاح الحكومة يستند إلى التنوع واختلاف الآراء والطاقات الشابة الجبال والحياة البرية تحت نيران النظام البائد.. البكر: استبدال الأشجار الحراجية بالحمضيات الخيار الأ... السيد عمر لـ"الثورة": الحكومة الجديدة تمثل مختلف التيارات السياسية وفئات المجتمع مواطنون من حلب لـ"الثورة": الحكومة تلبي تطلعاتنا الأردن يسمح بدخول المجموعات السياحية السورية إلى المملكة  بعد القمة الخماسية.. سوريا تعزز حضورها الإقليمي والدولي ضل دفع ثمن موقفه من الثورة السورية غربة وتهجيراً.. الشيخ أسامة الرفاعي مفتياً للجمهورية العربية السوري... غياب المحاسبة الدولية يشجع الاحتلال على مواصلة اعتداءاته عدوان إسرائيلي يستهدف اللاذقية ومحيط مينائ... وسط تصعيد الاحتلال عدوانه على غزة  الأونروا: أكثر من 180 طفلاً استشهدوا في يوم واحد Center For International Policy: سوريا قلب الشرق الأوسط وينبغي دعم الانتقال السياسي فيها بيدرسون: على مجلس الأمن الضغط على إسرائيل للانسحاب من سوريا Middle East Eye: احتلال إسرائيل لأراض سورية جديدة يعكس عقلية استعمارية توسعية The Conversation لماذا لا يعود العديد من اللاجئين السوريين إلى ديارهم؟ "التحالف الدولي" يعلن القضاء على أحد قياديي "داعش" في سوريا "لمسة وردية".. تقدير للأمهات في عيدهن مناقشة خطة تدريب سياسة صون الطفل مع منظمة "كيمونكس" إلى جانب العلاقات الثنائية.. فيدان يبحث في واشنطن غداً التطورات في سوريا ورفع العقوبات حرب التصريحات تتصاعد.. العلاقات الجزائرية الفرنسية إلى أين؟ نقص السيولة وتعطّل الصرافات.. شكاوى على مكتب المصرف العقاري بالقنيطرة