الجبال والحياة البرية تحت نيران النظام البائد.. البكر: استبدال الأشجار الحراجية بالحمضيات الخيار الأسوأ
الثورة – رسام محمد:
في الساحل السوري، وعبر سنوات من إشعال نيران لم تنطفئ إلا بنفس اليد التي أشعلتها، تحولت آلاف الهكتارات من الأراضي الحراجية إلى رماد واستبدلت ربوع ” تسر الناظرين” إلى بقاع متفحمة، ولم يكن يخفى على أحد آنذاك الأسباب الكثيرة من وراء ما افتعله النظام البائد وأعوانه من حرائق ممنهجة تركت آثاراً على المناخ والحياة البرية، سيصعب علاجها في المستقبل القريب، وربما تحتاج إلى عقود.
– غموض:
وللوقوف على أسباب وأثار هذه الحرائق، يقول المهندس والخبير الزراعي موسى البكر في تصريح خاص لـ”الثورة”: إن مقاربة أهداف هذا الفعل الإجرامي، والتي طالت البشر والشجر وحتى الحيوان، يصعب حصرها، وسيبقى ما هو غامضاً ويحتاج إلى وقت لكشف كل ملابساته، إلا أن ما كان واضحاً للعيان هو اقتطاع مساحات كبيرة من الأراضي الحراجية المحروقة واستصلاحها واستثمارها في زراعة الحمضيات، أو تشييد مزارع وقصور للاصطياف وتحويلها من أملاك عامة إلى خاصة.
– تأثيرات جانبية:
وأوضح أن تقليل المساحات الخضراء أدى إلى ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الغازات الضارة، مثل ثاني أكسيد الكربون وثاني أكسيد الكبريت والتي تتسبب في الاحتباس الحراري، بالإضافة إلى التأثير السلبي على الصحة العامة للإنسان وقتل أنواع كثيرة من الحيوانات البرية التي تضمن التنوع البيولوجي وصحة البيئة.
– الأشجار الحراجية:
وبحسب الخبير الزراعي فإن الإجراء الصحيح هو زراعة المساحات غير المزروعة بالأشجار الحراجية كالسنديان والزعرور والصنوبر والبلوط والآكاسيا والسرو والبطم، لأن لكل نوع فائدة وميزة في تصفية وتنقية المناخ أكبر بكثير من فائدة الحمضيات والأشجار المثمرة الأخرى التي تودي بالحياة البرية ودورها في التوازن البيئي.
– حملات تشجير:
وهنا يشير الخبير البكر إلى أنه لابد من إطلاق حملات تشجير منظمة، وإشراك المجتمع الأهلي و المحلي وتنمية الوعي البيئي لدى المواطنين.