مجمع قمامة الإدعشرية شرقي دمشق من دون بديل ووعود منذ ٣٠ عاماً

الثورة – ثورة زينية:
لم تترك شمس حزيران اللاهبة مكاناً تركن إليه روائح مكب الادعشرية (الإحدى عشرية) شرق العاصمة دمشق، فانتشرت إلى مسافات بعيدة من مكان وجود المكب الذي يقع مقابل أحد أجمل أبواب دمشق السبعة وهو باب شرقي وبوابة السياحة التاريخية للمدينة القديمة ، تحيط به مجموعة من المنشآت الخدمية والدينية من مجمع تربوي إلى جامع وكنيسة ومنشأة حرفية لصناعة الزجاج الدمشقي الشهير، إضافة لدار للمسنين وأحياء سكنية مكتظة.

محطة مؤقتة

مضى على إنشائه أكثر من ثلاثين عاما كمحطة مؤقتة لنقل النفايات داخل المدينة وليس مكب دفن نهائي، حيث يتم نقل النفايات القادمة من مختلف أحياء دمشق إليه، وكان يستوعب نحو 200 طن من القمامة، في حين تتولد بالمدينة يومياً 2,800–3,000 طن خلال موسم الصيف حسب مصادر مديرية نظافة دمشق ، مما يعكس ضغطا كبيرا على هذا المكب ، الذي تُنقل النفايات منه مباشرة على مدار الساعة إلى معمل المعالجة في الجارودية (محطة نجها) عبر آليات وضواغط ضخمة، واستخدام محطة مؤقتة يساعد على إدارة الحركة ومنع تراكم قمامة منتشرة داخل الأحياء.
مواطنون :كابوس كريه
دانيال معلوف من سكان حي القشلة في باب توما أكد لـ”الثورة” أن السكان باتوا يعانون من وصول الروائح بشكل غير معتاد وتفاقم الرائحة مع ارتفاع درجات الحرارة على الرغم من أن الحي يبعد عن المكب مسافة كبيرة متسائلا كيف بحال من يجاورونه؟.
جمال كرعوبة من سكان منطقة الأدعشرية التي يقع المكب فيها يقول : يشكل فصل الصيف بشكل خاص كابوسا متعبا كريه الرائحة لسكان هذه المنطقة ، فالروائح لا يمنعها أي حاجز من التغلغل حتى لطعامنا ، وهذا كله بسيط أمام انتشار القوارض و الحشرات اللاسعة والذباب وغيره من الحشرات التي تعيش في أوساط النفايات والقمامة .
رانيا دباس من منطقة الزبلطاني تعاني من الربو التحسسي الذي تزيد من هجماته الشرسة على جهازها التنفسي الروائح النفاذة المنفرة حتى وهي داخل منزلها ، بينما نوافذ المنزل مغلقة بالكامل ، نعم لهذا الحد وصل الأذى الذي بات يسببه وجود هذا المكب في قلب دمشق كما تقول دباس .

دراسة لموقع بديل

مديرية النظافة في محافظة دمشق كانت قد أعلنت في شهر نيسان الماضي عن دراسة تعد حول مواقع بديلة لنقل مكب نفايات الإدعشرية إلى محطة نقل مؤقتة تجميعية خلال أسابيع قليلة، لكن حتى الآن لم تتم عمليات ترحيل النفايات.
مصادر في مديرية النظافة بينت لـ”الثورة” ان المحافظة تحاول بالتعاون مع محافظة ريف دمشق  تحديد محطة نقل جديدة للنفايات ضمن المعايير النموذجية البيئية وبعيدة عن التجمع السكاني، وتبعد عن الأحياء السكنية مسافة لاتقل عن خمسة كيلومترات تركّز الجهود حالياً على تأمين أرض بديلة بمواصفات مدروسة، تأخذ بعين الاعتبار الشروط البيئية والصحية، وتبتعد عن أي تواجد سكاني مباشر.
وحسب المصادر فإنه من المنتظر أن تكون المحطّة الجديدة، والتي لا تزال قيد التحضير والدراسة، نموذجية وصديقة للبيئة، ومجهزة بأحدث الوسائل لاستقبال ومعالجة نفايات كلّ من دمشق وريف دمشق بطريقة متطورة.
وفي حال تنفيذ ما تتحدث عنه مصادر مديرية نظافة دمشق فإن عملية نقل المكب، وإنشاء محطة جديدة لاستقبال النفايات فالمشروع يمثّل نقلة نوعية في إدارة ملف النفايات، وخطوة حقيقية نحو تحسين الواقع الخدمي والبيئي في مدينة دمشق، والكشف عن الوجه الشرقي لمدينة دمشق القديمة بشكل لائق ومحيط نظيف خال من التشوهات البصرية .
لكن بالمقابل وبحسب مصادر المديرية فإن تحديات تواجه عملية نقل المكب أبرزها يتمثل في  قلّة وجود أماكن مناسبة لمكب النفايات، إضافة إلى أن المكان يجب أن يكون قريبا لا  يبعد عن العاصمة أكثر 15 كيلومترًا، كما يزيد الامر تعقيدا في الإسراع بنقل المكب النقص الكبير في الآليات والمعدات التي بات معظمها بحاجة إلى تنسيق نظرا لسوء حالتها وقدم تصنيعها ، إلى جانب نقص في العمال الذين بات معظمهم في سن التقاعد.

أضرار صحية

وبحسب الدكتور أحمد سروراختصاصي أمراض هضمية في مستشفى المواساة الجامعي فإن الإنسان قد يتعرض لأخطار صحية بسبب النفايات عبر الملامسة والاختراق وتناول طعام أو شرب ماء أو سوائل قد تسربت لها النفايات والتنفس عبر استنشاق الرذاذ الملوث النفايات أو الجراثيم ، مشيرا إلى أن التعامل المباشر وملامسة النفايات يؤدي إلى الإصابة ببعض الأمراض منها:السالمونيلا، وفيروسات قد تؤدي إلى التهاب الأمعاء، وأيضًا التعرض لفيروس التهاب الكبد A ، اضافة للجراثيم التي تنتقل من القوارض: مثل داء البريميات، وهي وقد تقود إلى اليرقان والتهاب السحايا وحدوث تلف في الكلى، كما يمكن أن تسبب الفيروسات التي تنتقل عبر الدم: كالتهاب الكبد الفيروسي BوC.

آخر الأخبار
إعادة رسم خريطة الإدارة المالية... قانون جديد قيد التشكل سمفونية رائعة الألحان.. سوريا من أغنى الدول بتداخل ثقافاتها تكريم رواد "الوفاء لحلب".. تكافل شعبي يعيد الحياة للمدينة محولة كهربائية جديدة لمركز العريضة في جبلة بسعة 2000 ك.ف.أ ملف العهد الشخصية على طاولة "المالية" و"الرقابة"… والحل قيد الإقرار تصريحات المعنيين .. ورواتب السوريين! تعافي حلب الاقتصادي يتسارع.. تعاون جديد بين غرفة التجارة وولاية مرعش الشيباني يبحث مع مبعوثة المملكة المتحدة تعزيز العمل المشترك دعم لليرة ... " المركزي" يلزم المصارف بإعادة مبالغ التأمين بالليرة السورية انحباس الأمطار يحرم فلاحي حلب من استثمار أراضيهم الجفاف يضرب سوريا .. نداء وطني لإنقاذ الزراعة والأمن الغذائي حملة  للتبرع ب 100 وحدة  دم أسبوعياً في حمص   "دقة الموجات فوق الصوتية في الحمل" بحلب  وحضور طبي كبير الهندسة الاجتماعية .. فن اختراق العقول بدل الأجهزة " نقل " حلب تعود بعد تأهيلها وشروط محددة  لمنح تراخيص العمل  تجربة يعيشونها لأول مرة ..  رابطة الجالية السورية في فرنسا تنتخب مجلس إدارتها مجمع قمامة الإدعشرية شرقي دمشق من دون بديل ووعود منذ ٣٠ عاماً باحثة روسية لـ"الثورة": موسكو تسعى لتعزيز علاقتها مع دمشق للحفاظ على نفوذها في المنطقة برنامج الأغذية العالمي يتفقد الأضرار في بصر الحرير بدرعا يشكون "التهميش الصامت ".. طلاب البكالوريا المهنية-المعلوماتية : الامتحان غامض والكادر غائب