الثورة-أسماء الفريح:
وقعت سوريا وتركيا مذكرة تفاهم للتعاون في مجال النقل البري الدولي، يتيح نقل البضائع عبر المنافذ الحدودية بين الجانبين مباشرةً دون أي تحويلات.
ونقلت الأناضول عن وزير النقل والبنية التحتية التركي عبد القادر أورال أوغلو قوله في تصريح على هامش منتدى “ممرات النقل العالمية” الذي عقد في مركز إسطنبول للمؤتمرات بمشاركة سوريا: إنه بموجب اتفاقية النقل الدولي عبر الطرق البرية الموقعة بين البلدين عام 2004، ستستأنف عمليات النقل التجاري بين تركيا وسوريا، مع إلغاء نظام تحويل البضائع على المعابر الحدودية.
وتابع: أن “استئناف النقل بين تركيا وسوريا يعزز مكانة البلدين ليس فقط في التجارة الثنائية بل أيضاً في التجارة الإقليمية بين أوروبا وآسيا، ويربط الممر الأوسط بدول الخليج”.
و”الممر الأوسط” هو البديل للممر الشمالي الرابط بين الصين وأوروبا، ويعبر من تركيا إلى منطقة القوقاز، ومنها يعبر بحر قزوين إلى تركمانستان وكازاخستان وصولاً إلى الصين.
وأوضح أن مذكرة التفاهم ستتيح وصولاً مباشراً للبضائع من تركيا إلى الأردن والسعودية والإمارات وقطر ودول الخليج براً.
ويعتبر الممر الأوسط من بين 3 ممرات للتجارة العالمية انطلاقا من الصين إلى أوروبا، ويبلغ طول الممر 4 آلاف و256 كلم بين طرق برية وسكك حديدية، إضافة إلى 508 كلم عبر البحر.
ووفق موقع ” ترك برس” فإن الجانبين أكدا في المذكرة أهمية تسهيل إجراءات منح التأشيرات للسائقين المهنيين، والتعاون في مختلف مجالات تنظيم النقل البري، بما في ذلك التشريعات والمعايير الفنية والاتفاقيات الدولية، فضلاً عن تنظيم برامج تدريبية مشتركة.
وأضاف أن المذكرة شملت أيضاً اتفاق الطرفين على إعادة تفعيل “اللجنة المشتركة للنقل البري” لمتابعة تنفيذ ما ورد في التفاهم، ومناقشة القضايا الفنية المستجدة، بما يسهم في تطوير وانسيابية الحركة التجارية وحركة الركاب بين البلدين.
وخلال جلسة استراتيجية رفيعة المستوى بعنوان “التحديات الناشئة أمام الترابط العالمي”، خلال المنتدى، أكد الدكتور قتيبة ناجي معاون رئيس الهيئة العامة للمنافذ البرية والبحرية السورية للشؤون الخارجية أن سوريا تمتلك موقعاً جغرافياً استراتيجياً على البحر المتوسط يجعل منها حلقة وصل طبيعية بين قارات آسيا وأوروبا وإفريقيا.
وشدد في كلمة له على أن سوريا أصبحت تمثّل فرصة حقيقية للاستثمار والربط اللوجستي، مشيراً إلى أن إعادة دمج سوريا ضمن الممرات البحرية العالمية باتت ضرورة في ظل التهديدات التي تواجه سلاسل التوريد، ودعا إلى تعاون إقليمي لحماية الممرات، وتشجيع الاستثمار المشترك في موانئ ذكية منخفضة الانبعاثات، وتوسيع الشراكات بين القطاعين العام والخاص.
كما أعرب عن استعداد سوريا للانخراط بشكل فعّال في كل الجهود الرامية إلى تحقيق تكامل حقيقي في قطاع النقل وتعزيز الاستقرار اللوجستي في المنطقة.