الثورة – فؤاد العجيلي:
كما لشهر الصيام طقوسه في التراث الحلبي، فكذلك للعيد طقوسه الخاصة لدى أهالي حلب، وهذا ما أوضحه الباحث عمر مهملات في كتابه “رمضان في التراث الشعبي”، وجاء في كتابه في الصفحة 209 أن مؤرخ حلب الشيخ كامل الغزي ذكر في كتابه “نهر الذهب في تاريخ حلب” أنه إذا أطلقت مدافع العيد ابتدر الناس تهيئة طعام الفطور، وتفتح الأسواق في تلك الليلة، فيشتري الناس اللحم والبقول والحبوب والتوابل والحلوى وغير ذلك، ثم يرجعون إلى بيوتهم فينامون إلى “الغلس” ظلمة آخر الليل، ثم يقومون ويغتسلون ويلبسون أحسن ثيابهم، ويصلون الصبح وصلاة العيد، ويخرجون إلى المقابر فيزورون أمواتهم، ويرجعون إلى بيوتهم فيفطرون فيها”.
ويضيف الباحث مهملات أنه في هذه الأيام يسهر أهالي المدينة ليلة العيد حتى الصباح، فتمتلئ المساجد بالمصلين لتأدية صلاة العيد، وهم يلبسون جديد ألبستهم المعطرة، وبعد الصلاة يهنئ المصلون بعضهم بعضاً في المسجد أو ساحته، وبعد الصلاة يتوجهون إلى المقبرة، بعد أن تكون قد فرغت من النساء الزائرات لموتاهن، وهن يحملن الزهور والرياحين إلى القبور، وبعد زيارة الموتى يعود الجميع إلى البيوت، لتقبل التهاني من أسرهم، فيهرول الجميع لملاقاة رب الأسرة وتقبيل يده مع قولهم (كل عام وأنتم بخير – أو أيامك سعيدة).
وبعد ذلك يتوجه الأطفال إلى الساحات للعب بالأرجوحة، أو مع الأهالي إلى الحدائق العامة “الحديقة العامة أو حديقة السبيل” أو إلى منطقة حول القلعة لركوب الأحصنة وسماع دقات “الطبل والزمر” التي يقدمها بعض المختصين للترويح عن النفس.
ويعتبر هذا العيد هو الأول بعد تحرير سوريا من النظام البائد، وأصبحت سوريا كلها واحدة وموحدة، وبإمكان أبناء الريف القدوم إلى المدينة والعكس صحيح لزيارة أقاربهم.
تصوير – عماد مصطفى

التالي