الثورة – حسين صقر:
يقال: “إن الإنسان يمرض عندما يختل التوازن الكلي”، وكانت هذه قناعة الحكماء قديماً مثل بوذا وأفلاطون، وأيضاً أبقراط وباراسلسوس، إذ رأوا أن الإنسان جزء من الكون، بل هو في ذاته، ومزود بأجهزة دورات معقدة، كالجهاز العصبي، والدورة الدموية، ومحكوم بتوازن متعادل، وفيه من الطاقات الإيجابية والسلبية. وعندما يختل هذا التوازن، يحدث الاضطراب المرضي ويختل ذلك التوازن.
من جهتم علماء الإسلام تبنوا هذه المعرفة، وطورها من بعدهم في القرون الوسطى، أبو بكر الرازي وأبو القاسم الزهراوي، وابن سينا، وفطن هؤلاء جميعهم إلى أهمية الجانب النفسي في شفاء الأمراض العضوية، وهذا ما أشار إليه أبو بكر الرازي عندما قال: “إن مِزاج الجسم تابع لأخلاق النفس”، وهو أيضاً أول من أشار إلى الأصول النفسية لمرض التهاب المفاصل الروماتيزمي، وفرق بينه وبين النقرس، وقرر أنه مرض جسدي في الظاهر إلا أنه ناشئ عن اضطرابات نفسية، وهو ما يسمى بالطب الشعوري التصنيفي.
ولتوضيح أهمية هذا المجال تواصلت صحيفة الثورة مع المرشدة في الاتزان الشعوري منال الشوربجي، والمعالجة بالطب الشعوري التصنيفي، والتي عرفته أنه العلم الذي توصل إلى أن أسباب كل الأمراض العضوية والنفسية هو مجموعة من المشاعر يشعرها الشخص لمدة معينه وبقوة محددة.
مركز المشاعر
وأضافت: يمكن أن نفهم ذلك من خلال علمنا أن الجهاز الحوفي في الدماغ “مركز المشاعر”، هو المسؤول عن إدارة الجهاز العصبي اللا إرادي، والجهاز العصبي اللا إرادي هو المسؤول عن إدارة كل العمليات الحيوية في الجسم وعن إفراز الهرمونات والعصارات والمواد الكيميائية، وعمليات الهضم والتنفس وحركة الدم ومدى سيولته، وحركة الجسم وغيره من كل العمليات التي تحدث في جسم الانسان على مدار اللحظة.
وبينت الشوربجي أنه من هنا نستطيع أن نفهم ان ذلك الجهاز هو الذي يدير الجسم بالكامل، بناء على الحالة الشعورية، وتتم هذه العمليات الحيوية في الجسم عندما يمرض الشخص ويبدأ بالشكوى، نفهم من نوع الشكوى السبب الشعوري المسؤول عن ظهور الشكوى المرضية والتي عاش فيها مثل مشاعر العجز والغضب والحزن وغيرها.
طريقة التشخيص
وأوضحت؛ من هنا نقوم بعمل اختبار شعوري يقيس المشاعر بالألوان، وهو اقوي وأكبر اختبار نفسي شعوري حتى الآن في العالم، وهو اختبار “لوشر” التشخيصي للدكتور ماكس لوشر، حيث نفهم بدقة من خلال الاختبار سبب المرض والطريقة الدقيقة للعلاج.ونوهت مرشدة الاتزان الشعوري بأن طريقة الاستشفاء تحدث عندما يفهم الشخص المشاعر المضطربة المسببة للمرض العضوي أو النفسي والتدرب على تغير التعامل مع هذه المشاعر والانتباه لها عبر الوعي.وقالت: عندما يحدث هذا الانتباه وعياُ وإدراكاً، يتفاعل برنامج التشافي الذاتي الذي خلقة الله لنا فينا جميعاً، ويبدأ بعمل كل العلاجات اللازمة للجسم والنفس وهي من أكفأ عمليات العلاج والاستشفاء الذاتي، من خلال برنامج التشافي الذاتي الذي يُعتبر مجمعاً طبياً كاملاً وشاملاً نحمله داخلنا.
حالات تمت معالجتها
وأضافت الشوربجي: هناك حالات تم علاجها بالفعل من أمراض، يقال عنها إنها مزمنة ولا تشفي حتى موت الإنسان تم التشافي منها، وهي حالات كثيرة، كالأورام والصدفية والسكر، والتحدب في العمود الفقري، والثعلبة، والروماتويد، والوسواس القهري والاكتئاب والصرع وفابرومايلجا، وقالت: أيضاً عولجت الكثير من مشكلات العلاقات، من خلال عمل الشخص والانتباه على مشاعره وإدارتها.
وأكدت معالجة الطب التصنيفي، أن الله سبحانه خلق الداء، وقال: لكل داء دواء، وعندما يعرف الشخص الشعور والمسبب المرضي، وينتبه له ويتدرب على تفعيل الشعور الإيجابي المتزن المقابل للشعور المسبب للمرض، يحدث التشافي، ويعود الجسم لطبيعته الأولى، وختمت أن الطب الشعوري، لا يدرس من خلال جامعات حكومية تحت إشراف الدولة ولكن هو علم أثبت نجاحه بقوة على الأرض بالنتائج التي توصل لها.
ختاماً.. إن أكثر من تظهر عليهم الأعراض هم أولئك الذين يكظمون الغيظ، فيتراكم ويسبب لهم هزات نفسية كبيرة تسبب لهم بعض الأمراض، وبعودة لأبي بكر الرازي يقول: مثلاً بعض أنواع سوء الهضم تنشأ عن أسباب نفسية، فقد يكون لسوء الهضم أسباب بخلاف رداءة الكبد والطحال منها الهموم النفسانية. وأيضاً بالإضافة لذلك فقد فسر العالم ابن سينا بعض حالات العقم إلى عدم التوافق النفسي بين الزوجين، بمعنى أن صحة الإنسان كانت تتراجع بمقدار ابتعاده عن أسلوب الحياة المتزن.