الثورة:
عقد وزير الخارجية والمغتربين، السيد أسعد حسن الشيباني، اجتماعاً ثلاثياً في العاصمة الأردنية عمّان، جمعه مع نظيره الأردني أيمن الصفدي، والمبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا جويل رايبورن، لمناقشة مستجدات الأوضاع في سوريا، مع التركيز على التصعيد الأمني في محافظة السويداء وجهود التهدئة الجارية هناك.
أكّد الوزراء الثلاثة في بيان مشترك أن إعلان وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه اليوم، يشكل خطوة جوهرية لوقف إراقة الدماء وحماية أرواح المدنيين، مشددين على ضرورة احترام الاتفاق وتنفيذه بالكامل من قبل جميع الأطراف.
وأوضح البيان أن الاتفاق الذي أبرمته الحكومة السورية مع الفاعلين المحليين في السويداء يحظى بدعم مباشر من الأردن والولايات المتحدة، ويمثل فرصة حقيقية لإعادة الاستقرار إلى الجنوب السوري. كما شدد المجتمعون على أهمية الالتزام بوحدة الأراضي السورية وسلامة مؤسسات الدولة، ورفض أي محاولات تهدف إلى تقويض الاستقرار الوطني.
واتفق الوزير الشيباني مع نظيريه الصفدي ورايبورن على ضرورة دعم انطلاقة عملية سياسية جادة، تبدأ بخطوات ميدانية واضحة تشمل وقف العنف، حماية المدنيين، وتفعيل المؤسسات الرسمية، إلى جانب تكريس سيادة القانون في مختلف المناطق السورية.
وشملت المباحثات ملفات أمنية وإنسانية حساسة، من بينها ضمان انسحاب القوات غير النظامية من مناطق التوتر، تثبيت وقف إطلاق النار بشكل كامل، الإفراج عن المختطفين والموقوفين، وتوفير البيئة المناسبة لإنجاز مصالحة محلية شاملة، بالتوازي مع إدخال مساعدات إنسانية عاجلة إلى المتضررين. كما شدد البيان على ضرورة التزام الحكومة السورية بمحاسبة المتورطين في الانتهاكات، والعمل على بسط الأمن في السويداء والمناطق المجاورة، إلى جانب تعزيز الجهود لمكافحة خطاب الكراهية والتحريض الطائفي، ورفض أي شكل من أشكال الفتنة أو التجييش الإعلامي.
وفي ختام الاجتماع، نوّه الوزير الشيباني بالدور الفاعل الذي تؤديه المملكة الأردنية الهاشمية والولايات المتحدة الأمريكية في دعم جهود التهدئة، داعياً إلى تكثيف التنسيق بين الأطراف المعنية لضمان صمود وقف إطلاق النار، بما يخدم وحدة سوريا واستقرارها وسلامة مؤسساتها الوطنية.
وكان لقي اتفاق وقف إطلاق النار الذي أعلنته الرئاسة السورية في محافظة السويداء، ترحيباً واسعاً من عدد من الدول الكبرى، وفي مقدمتها فرنسا وبريطانيا واليابان، إلى جانب المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، الذين شددوا على ضرورة الالتزام الكامل بالاتفاق وتفادي أي تصعيد من شأنه تهديد استقرار البلاد.