الثورة – ناصر منذر:
تصعّد قوات الاحتلال الإسرائيلي، حرب الإبادة الجماعية بحق أهالي قطاع غزة المنكوب، مخلفة المزيد من الشهداء والجرحى، معظمهم من الأطفال والنساء، وسط استمرار تنصلها من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى الذي تم التوصل إليه في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي.
وفجر اليوم السبت، استشهد 13 مواطناً فلسطينياً وأصيب العشرات، في قصف الاحتلال منزلين في مخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، وحي الصبرة جنوب المدينة.
وأفادت وكالة وفا، بأن طائرات الاحتلال الحربية قصفت منزلاً بمخيم الشاطئ غرب مدينة غزة، ما أدى لاستشهاد ثلاثة فلسطينيين وإصابة آخرين.
وأضافت أن طائرات الاحتلال قصفت منزلاً آخر في شارع الثلاثيني بحي الصبرة جنوب مدينة غزة، فيما تمكنت طواقم الإنقاذ والدفاع المدني من انتشال جثامين 10 شهداء وعدد من المصابين، ولا يزال عدد آخر من المفقودين تحت الأنقاض.
كما قصفت مدفعية الاحتلال المناطق الشرقية من مدينة غزة، بالتزامن مع نسف الاحتلال لعدد كبير من المنازل في المنطقة ذاتها.
ارتفاع حصيلة الشهداء
في الأثناء، ارتفعت حصيلة حرب الإبادة الجماعية، والعدوان الذي تشنه قوات الاحتلال على قطاع غزة إلى 51495 شهيداً، و117524 جريحاً، منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023م.
وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية إلى أن من بين الحصيلة 2111 شهيداً، و5483 إصابة، منذ 18 آذار/ مارس الماضي، أي منذ استئناف الاحتلال عدوانه على القطاع عقب وقف إطلاق النار.
وأكدت أن 56 شهيداً، بينهم 7 شهداء تم انتشالهم، و108 إصابات، وصلوا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما لا يزال عدد من الضحايا تحت الركام، وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم.
لازاريني: إسرائيل تمنع دخول الغذاء
ووسط التصعيد الإسرائيلي المستمر، قال مفوض عام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا” فيليب لازاريني، إن أطفال غزة باتوا يتضورون جوعاً بسبب سياسة التجويع المتعمدة التي تنتهجها إسرائيل التي تواصل إغلاق معابر القطاع ومنع دخول الغذاء والأساسيات الأخرى منذ 2 آذار/ مارس الماضي.
وأضاف لازاريني في تصريحات له عبر منصة (إكس): “في غزة الأطفال يتضورون جوعاً”.
وتابع: “تواصل حكومة إسرائيل منع دخول الغذاء والأساسيات الأخرى، إنه تجويع من صنع الإنسان وبدوافع سياسية”.
وأوضح لازاريني، أن الحصار المشدد الذي تفرضه إسرائيل منذ 2 مارس الماضي يقترب من إتمام شهره الثاني. وقال:” إن ذلك يتواصل بينما لا تلقى الدعوات لإدخال الإمدادات آذاناً صاغية”.
وفي وقت سابق الجمعة، أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، نفاد مخزونه الغذائي بالكامل في غزة جراء الحصار.
ويعتمد قطاع غزة، البالغ عدد سكانه نحو 2.4 مليون نسمة، بشكل شبه كلي على المساعدات الإنسانية، التي توقفت تماماً منذ 2 مارس/آذار الماضي، حين أغلقت إسرائيل معابر كرم أبو سالم وزيكيم وبيت حانون، بعد استئناف عملياتها العسكرية.
مظاهرات تضامنية
إلى ذلك، شهدت كبرى المدن الأميركية، مظاهرات حاشدة تضامناً مع الشعب الفلسطيني، في ظل استمرار حرب الإبادة على قطاع غزة، مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار وحظر تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، وإيصال المساعدات الإنسانية بشكل عاجل. بحسب ما نقلته وكالة وفا.
وتجمع مئات المتظاهرين في ساحة “هيرالد سكوير” بمدينة نيويورك، مطالبين بوقف فوري لإطلاق النار وفرض حظر على تصدير الأسلحة إلى إسرائيل، مؤكدين رفضهم لاستخدام أموال “دافعي الضرائب” الأميركيين في تمويل العمليات العسكرية التي تستهدف المدنيين في غزة.
كما نظمت مظاهرات في مدن (واشنطن العاصمة، وميلواكي، ودالاس، وسان فرانسيسكو، وشيكاغو) ضمن الفعاليات الدولية “اليوم العالمي للعمل من أجل غزة”، للتعبير عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في ظل استمرار حرب الإبادة.
ورفع المشاركون شعارات تعبر عن رفضهم للحرب الإجرامية التي تنفذها إسرائيل بحق الفلسطينيين، وقلقهم العميق حول الأوضاع الإنسانية السيئة منذ 18 شهراً في غزة، مطالبين بفتح المعابر وإيصال المساعدات الإنسانية فوراً إلى القطاع.
وفي السياق ذاته، قطع معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) علاقاته مع شركة إلبيت سيستمز (أكبر شركة لتصنيع الأسلحة في إسرائيل)، بعد ضغوط متواصلة من الطلبة والمتظاهرين المؤيدين لفلسطين.
هذا وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وبدعم أمريكي مطلق، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 168 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.