الثورة – لميس علي:
كلّما تمّ تقديم أحد الأعمال المعرّبة، بدأ يتحول إلى “تريند”، ومنذ حلقاته الأولى. وكأنما يتم تصميم دراما هذه النوعية لتكون الأكثر انتشاراً.. لكنّه الانتشار”الآني” الذي لا يُعوّل عليه.
فسرعان ما ينخطف المتلقي من مشهد “تريند” أول إلى ثانٍ ثم ثالث.. إلى خاتمة العمل.
وكأننا أمام لعبة يتم التسابق فيها لتحصيل هذا “التريند”..وكلّ ذلك ينطوي ضمن لعبة (التسارع) التي صُمّمت على أساسها مواقع التواصل، المحرّك الأكبر لحالة “التريند”.حالياً.. المسلسل الذي تتم ملاحقة مشاهِده لتكون (النمبر ون) في قائمة “التريند” هو عمل (آسر) المأخوذ عن المسلسل التركي (إيزل).لمتابعٍ أن يلاحظ كمية المنشورات وحتى التعليقات عليها، التي تقارن وتفاضل وتصدر أحكاماً على العمل بنسختيه..فلماذا يمكن للنسخة المعرّبة أن تحصد “التريند” تلو الآخر..؟وما أهم الأسباب التي تدعم نجاح هذه النسخة، ولو كان لحظيّاً..؟من أهم عوامل متابعة العمل يتمثل بالأداء المميز للنجم باسل خياط والذي هو أحد أبرز أبناء جيله من الممثلين السوريين الذين حققوا نجاحات على مستوى الدراما السورية والعربية.
بكلّ ثقة يمكننا القول :إن حضوره في العمل هو الورقة الرابحة الأولى بكلّ ما يمثل من (كاريزما) وهالة أداء قلّ نظيرها، وربما انعدم في طاقم العمل كله.أيضاً كانت القديرة نادين خوري أكثرمن مقنعة بأداء دورالأم الضريرة، وغالباً كانت مشاهد الأمومة التي جمعتها بابنها (مجد/ آسر، باسل خياط) في الحلقات (الثامنة، الثانية عشرة، والسادسة عشرة) مؤثرةً لدرجة يمكن أن ترتفع معها سوية الحلقة لتغدو فعلياً “تريند”..فقدّم الثنائي (نادين، باسل خياط) أجمل ما يمكن تقديمه في الثنائيات التي تجمع عادةً ما بين الأم قبالة الابن..فأي حيلة أدائية غاية في الإتقان والنضج الفني تمكّن منها الثنائي حتى حفرت مشاهدهما سوياً في أعماق التلقي لدينا.بالعموم.. تعمل هذه النوعية من الأعمال المدبلجة، أو المعرّبة المأخوذة عن أصل تركي على رفع مستوى شحذ المشاعر لدى المتلقي.
والوصفة التي باتت محفوظة ومطبّقة بمختلف النصوص لديهم، لا تحيد عن إثارة العاطفة عبر اعتماد حكاية قوامها التعرض للظلم أو الخيانة ثم قيام البطل بردّ فعل يتمثل بالانتقام والأخذ بالثأر..هي “الثيمة” المكررة ذاتها وإن اختلفت قوالبها الظاهرية.. يتم إعادة توظيفها بلبوسٍ آخر.. أو استثمارها من جديد بوجوهٍ جديدة وفي سوق جديدة تهوى “التريند” في ماكينة ربحها.