الثورة _ ترجمة ختام أحمد:
ساعد وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني في رفع العلم الجديد لبلاده في مقر الأمم المتحدة في نيويورك يوم الجمعة، قبل أن يناشد المجتمع الدولي رفع العقوبات القاسية المفروضة على بلاده.
وتعد زيارة الشيباني للولايات المتحدة أول زيارة رسمية له منذ سيطرت قوات المعارضة على دمشق وسقوط بشار الأسد في كانون الأول بعد ما يقرب من 14 عاما من الحرب.
في كلمته أمام اجتماع مجلس الأمن الدولي، قال الشيباني: إن العقوبات التي فرضتها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، من بين جهات أخرى، كانت تستهدف نظام الأسد ولكنها الآن قد تؤدي إلى تعطيل التحول السياسي في سوريا، مضيفا “لا يزال عبء العقوبات يُهدد استقرارنا، قد يكون رفع العقوبات خطوة حاسمةً في تحويل سوريا من دولة عُرفت بماضيها الأسود إلى شريك فاعل وقوي في السلام والازدهار والاقتصاد الدولي”.
عقوبات دولية
وقد تم فرض العديد من العقوبات الدولية رداً على حملة القمع الوحشية التي شنها نظام الأسد على المتظاهرين في عام 2011 والتي أشعلت شرارة الحرب.
أعلنت المملكة المتحدة يوم الخميس الماضي أنها رفعت تجميد أصول عدد من المؤسسات الحكومية السورية، بما في ذلك وزارتا الدفاع والداخلية، كما رفع الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة بعض العقوبات، لكن العديد منها لا يزال سارياً، مما يفرض قيوداً صارمة على الاقتصاد السوري المتعثر.
وقال الشيباني: إن هذه القيود تمنع المنظمات الدولية من الاستثمار في سوريا، وتمنع رؤوس الأموال والخبرات من دخول البلاد.
وتعدّ زيارة الشيباني للولايات المتحدة جزءاً من مساعيه لكسب دعم إدارة ترامب، وللضغط من أجل رفع القيود.
حذر أميركي
وقد التزمت السلطات الأمريكية الحذر حتى الآن، واختارت الانتظار لمعرفة المسار الذي سيقوده حكام سوريا الجدد.
وفي اجتماع مجلس الأمن يوم الجمعة، قالت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة دوروثي شيا: إن واشنطن “ستواصل مراقبة تصرفات السلطات المؤقتة وستحدد إجراءاتنا بناء على نمط السلوك”.
وقالت: إن الحكومة السورية ستتحمل المسؤولية في عدد من المجالات، بما في ذلك الإجراءات التي تتخذها لمكافحة الإرهاب، وسجلها في عدم الاعتداء على الدول المجاورة، والجهود المبذولة لضمان أمن وحريات جميع السوريين.
ودعا المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا غير بيدرسن إلى تخفيف العقوبات على سوريا “على نطاق أوسع وبوتيرة أسرع”، وتابع: “هذا أمر ضروري لإعادة تنشيط الاقتصاد السوري، والحصول على دعم ملموس من المنطقة، وتمكين الكثيرين من المشاركة بنشاط في الجهد الوطني لإعادة بناء بلدهم”.
وحذر بيدرسن من أنه على الرغم من تحقيق الكثير منذ سقوط الأسد، فإن التحديات التي تواجه التحول السياسي “الهش للغاية” في البلاد هائلة، لكن الحكومة يمكن أن تنجح إذا كان هناك قدر أكبر من الشمول في العملية السياسية، والاستقرار الاقتصادي الذي تشتد الحاجة إليه، مضيفا: “مع حدوث تغيير جذري في هذين العنصرين، يُمكن أن ينجح الانتقال السياسي في سوريا. وبدونهما، من المرجح ألا ينجح، وستكون العواقب وخيمة”.
شكّل الشرع الشهر الماضي حكومة جديدة لتحل محل حكومة تصريف الأعمال، إلا أنه يواجه ضغوطاً دولية لضمان تمثيل أوسع للمجموعات العرقية والدينية المتنوعة في العملية السياسية في سوريا.
هجمات إسرائيلية
كما تتعرض الحكومة السورية الجديدة لتحديات بفعل الهجمات الإسرائيلية على البلاد، بما في ذلك اشتباكات في درعا وغارات جوية على دمشق وحماة وحمص. إضافةً إلى ذلك، لا تزال القوات الإسرائيلية متمركزة داخل الأراضي السورية بعد استيلائها على مواقع هناك في كانون الأول.
وقال الشيباني: إن “العدوان المستمر يقوض جهودنا في إعادة الإعمار، ويقوض السلام والأمن الذي نسعى إليه”، “لقد أكدنا مراراً وتكراراً التزامنا بأن سوريا لن تشكل تهديداً لأي دولة في المنطقة أو العالم، بما في ذلك إسرائيل”.
ووصف بيدرسن نهج إسرائيل تجاه سوريا بأنه “مواجهة للغاية” و”غير مبرر”، نظرا لوجود مجال واضح للدبلوماسية.
وفي قطيعة رمزية مع نظام الأسد، استبدل حكام سوريا الجدد العلم السابق للبلاد، الذي كان يضم نجمتين، بعلم ذي ثلاث نجوم استخدمته قوات المعارضة خلال الصراع.
ورفع الشيباني العلم الجديد أثناء بدء ارتفاعه في سماء نيويورك، إلى جانب أعلام العشرات من الدول الأخرى، خلال احتفال أقيم في مبنى الأمم المتحدة صباح الجمعة.
وأضاف أن “هذا العلم ليس مجرد رمز، بل هو إعلان عن وجود جديد يولد من المعاناة، ويجسد مستقبلاً يولد من الصمود ووعد بالتغيير بعد سنوات من الألم”.
المصدر _ ArabNews