الثورة- منهل إبراهيم:
حذرت صحيفة بريطانية من أخطار تصاعد قوى اليمين المتطرف في المملكة المتحدة، مؤكدة أن هذا التصاعد ناتج عن غياب خطاب مقنع من الأحزاب اليسارية، وفشل حزب العمال في تقديم رؤية تتجاوز ترديد الشعارات.
وتناولت صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية في تحليل للكاتب روبرت شرمسلي ظاهرة تصاعد الخطاب اليميني في بريطانيا، بعد سنوات من الهدوء النسبي الذي أعقب صدمة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، معتبراً أن هذا التصاعد لا يمكن فصله عن تآكل الثقة العامة في النخب السياسية التقليدية، وتنامي مشاعر الاستياء الاقتصادي والاجتماعي في مناطق واسعة من البلاد.
وتشير الصحيفة إلى أن حزب المحافظين، الذي لطالما استفاد من الخطاب القومي والشعبي لحشد التأييد لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، بات اليوم يواجه منافسة متصاعدة من شخصيات وتيارات أكثر تطرفاً، تسعى لاستغلال شعور المواطن البريطاني العادي بأنه لم يجن ثمار الاستقلال عن أوروبا، بل إن بعض هذه التيارات ترى أن “البريكست الحقيقي” لم يتحقق بعد، في ظلّ استمرار بعض القيود والتعقيدات الاقتصادية التي خلفها الخروج من الاتحاد الأوروبي.
المزاج العام
ويرى الكاتب أن أخطر ما في هذا الصعود الجديد للتيار اليميني هو قدرته على إعادة تشكيل المزاج العام باتجاه أكثر عدائية تجاه المهاجرين، والمؤسسات، وحتى الحقوق المدنية، إذ تسعى شخصيات يمينية شعبوية، مثل نايجل فاراج، إلى إعادة تدوير الشعارات القديمة عبر قوالب جديدة، مستغلة قضايا مثل الهجرة غير النظامية، وتدهور الخدمات العامة، والتضخم الاقتصادي.
ويرى الكاتب أن تزايد هذه النعرات اليمينية ناتج عن غياب خطاب بديل مقنع من الأحزاب اليسارية، وفشل حزب العمال في تقديم رؤية واضحة تتجاوز ترديد الشعارات.
كما يرى أن الإعلام الشعبي، الذي لا يزال يملك تأثيراً واسعاً، يساهم في تضخيم القضايا التي تخدم هذا التوجه.
ومنذ ثمانينيات القرن العشرين، استُخدم مصطلح اليمين المتطرف للدلالة على تلك الجماعات، مثل عصبة الدفاع الإنكليزية، التي تعلن عن رغبتها في الحفاظ على الثقافة البريطانية بتصوّرها، وأولئك الذين يطلقون حملاتهم المناهضة لوجود الأقليات الإثنية المهاجرة، والمعارضين لما يعتبرونه أعداداً مستفحلة مِن طالبي اللجوء.
وتشمل وجهات النظر الرئيسية لمختلف الجماعات اليمينية المتطرفة نظرية التفوق الأبيض، والقومية الثقافية، وحركة الهوية، وتستهدف الجماعات والأفراد اليمينيون المتطرفون بشكل غير متناسب الأقليات العرقية والدينية، وجماعات مجتمع الميم، والسياسيين، والشخصيات العامة.