الثورة – جاك وهبه:
افتُتحت مساء اليوم فعاليات الدورة الحادية عشرة لمعارض سورية التخصصية، التي تنظمها مؤسسة طيارة للمعارض والمؤتمرات الدولية، برعاية وزارات الأشغال العامة والإسكان، الطاقة، والاقتصاد والصناعة.
وشهد حفل الافتتاح حضوراً رسمياً رفيع المستوى، تقدمه وزير الاقتصاد والصناعة الدكتور محمد نضال الشعار، و وزير الطاقة محمد البشير، و وزير الأشغال العامة والإسكان المهندس مصطفى عبد الرزاق، و وزير السياحة مازن الصالحاني، إلى جانب عدد من السفراء المعتمدين في دمشق، وممثلين عن غرف الصناعة والتجارة، وشخصيات اقتصادية ورجال أعمال محليين ودوليين.
وعقب الافتتاح، قام الوزراء بجولة موسعة على أجنحة المعرض، اطلعوا على أحدث المنتجات والتقنيات المعروضة، والتقوا بممثلي الشركات المحلية والدولية المشاركة، واستمعوا إلى شرح مفصل حول طبيعة مشاركتهم ومجالات عملهم، مؤكدين دعم الحكومة السورية لجهود إعادة الإعمار وتنشيط الحركة الصناعية والاقتصادية.

نقلة نوعية
السفير التركي في سوريا، برهان كور أوغلو، أعرب عن شكره وامتنانه لجميع وسائل الإعلام والقنوات التي أولت اهتماماً كبيراً بتغطية فعاليات المعرض المقام حالياً، مشيراً إلى أنه يُعد الأكبر من نوعه منذ الثورة في سوريا.
وقال السفير كور أوغلو في تصريحه الصحفي: “نحن نُقدّر هذا الاهتمام الإعلامي الكبير، فالحدث الذي نشهده اليوم ليس مجرد معرض تقليدي، بل هو فعلاً من أكبر الفعاليات منذ بداية الثورة السورية، ورغم وجود بعض المعارض السابقة التي كانت بحجم محدود، إلا أن ما نراه اليوم يمثل نقلة نوعية ومؤشراً على بداية مرحلة جديدة”.
وأضاف: “نُشيد كذلك بمشاركة الشركات من مختلف الدول، ولاسيما التركية منها، حيث تمثل تركيا وحدها بما يقارب 200 شركة مشاركة في هذا الحدث، هذا الرقم الكبير يدل على مدى اهتمام تركيا، سواء على المستوى الرسمي أو من قبل القطاع الخاص، بدعم جهود إعادة الإعمار في سوريا الشقيقة والحبيبة”.
شراكات فاعلة
وأكد السفير التركي أن بلاده ترى في هذا التعاون فرصة لبناء شراكات فاعلة بين الشركات والمؤسسات السورية والتركية، مضيفاً: “نتمنى أن يستمر هذا الجهد والعمل المشترك بين إخواننا السوريين والأتراك، فنحن نؤمن بإمكانات الشعب السوري وقدرته الخلّاقة في مجالات البناء والصناعة والتجارة، فالسوريون معروفون بتاريخهم الطويل والعريق في هذه المجالات، ومكانتهم كمركز تجاري وثقافي تعود لقرون”.
وتابع كور أوغلو حديثه قائلاً: “اليوم، ومع انتهاء النظام الذي كان سبباً في عرقلة سوريا عن مواكبة العالم المعاصر، باتت أمامنا فرصة حقيقية للعمل معاً على تجاوز آثار الحرب الأهلية، وبفضل جهودنا المشتركة، وبدعم المجتمع الدولي، أنا على يقين أن سوريا ستنهض مجدداً، وتسلك طريق التعافي والبناء والتطور الحضاري.”
وختم تصريحه بالقول: “نحن متفائلون أن السنوات القليلة المقبلة– خمس إلى ست سنوات– ستكون كافية لرؤية سوريا مختلفة كلياً، سوريا أكثر قوة، استقراراً، وازدهاراً بإذن الله”.
تجاوز المرحلة
من جهته أكد مدير عام مؤسسة طيارة للمعارض والمؤتمرات الدولية المنظمة للمعرض، موفق طيارة، أن المؤسسة وشركاءها يعملون بكل جهد لتجاوز آثار الحصار الذي فُرض في السنوات الماضية، مشيراً إلى أن النجاح المحقق اليوم هو ثمرة لهذا الإصرار والعمل الجماعي.
وقال طيارة: “رغم الحصار السابق، نحن وشركاؤنا نعمل على تجاوز المرحلة الماضية، واليوم، بحمد الله، نجحنا بتنظيم هذا المعرض بالشكل الذي يليق بسوريا واقتصادها، وكما لاحظتم، فإن المشاركة كانت واسعة من الشركات المحلية والدولية”.
وأضاف: “تُعد المشاركة التركية في هذا المعرض هي الأكبر من حيث العدد، وهي تغطي مختلف القطاعات، من البناء والطاقة إلى الصناعة، وهو ما يعكس اهتماماً حقيقياً بدعم عجلة إعادة الإعمار في سوريا”.
وشدد طيارة على أن مستقبل سوريا الاقتصادي واعد، مؤكداً على أهمية المضي قدماً وعدم التوقف عند ما مرّ من أزمات، وقال: “لدينا تاريخ طويل في تنظيم المعارض، لكننا اليوم لا ننظر إلى الماضي، بل نعمل من أجل الحاضر والمستقبل، نطمح أن نعيد اسم سوريا إلى مكانته الاقتصادية الحقيقية، خاصة في الصناعات التي تميزنا بها كالصناعات النسيجية والتحويلية، وسنعمل على أن نكون الأفضل، ونسعى باستمرار نحو التقدّم والتطوير”.
وتابع: “التفكير الصحيح يبدأ بقرار، وسوريا بحاجة إلى قرار واضح لإعادة الإعمار.. نحن نمتلك الرغبة الحقيقية، والدولة تمتلك نفس الرغبة، لكن الأمر بحاجة إلى تفعيل هذا القرار، والكل يُجمع اليوم على أن سوريا تستحق أن تُبنى من جديد، وهذا ما نعمل من أجله”.
ثلاثة معارض
وتتضمن الفعالية ثلاثة معارض متخصصة تقام بالتوازي، وهي: المعرض السوري الدولي للبناء “Techno Build”، ومعرض الطاقة والكهرباء والتنمية الصناعية “Syria Energy”، والمعرض الصناعي السوري الدولي “SINEX”، بمشاركة مئات الشركات من سوريا وعدة دول.
ويهدف هذا الحدث إلى تعزيز التعاون الاقتصادي بين القطاعين العام والخاص، وفتح آفاق جديدة للشراكات التجارية والاستثمارية، بما يسهم في دعم مسيرة التعافي وإعادة بناء البنية التحتية والصناعية في سوريا.
تصوير- نبيل نجم