الثورة: أسماء الفريح:
أكد متحدث باسم شرطة نيويورك اعتقال العشرات من طلاب جامعة كولومبيا خلال مظاهرة تعد الأكبر في الحرم الجامعي منذ اندلاع الاحتجاجات ضد الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة وتضامناً مع الفلسطينيين.
ونقلت فرانس 24 عن المتحدث قوله: إن عناصر الأمن اقتادوا ما لا يقل عن 40 إلى 50 طالباً وأياديهم مكبلة بشرائط بلاستيكية، إلى شاحنات وحافلات تابعة لشرطة نيويورك، في الوقت الذي اقتحمت فيه الشرطة المبنى المكون من ستة طوابق لاعتقال متظاهرين آخرين رفضوا المغادرة.
وأشار إلى أن دخول الشرطة الحرم الجامعي جاء بناء على طلب مسؤولي الجامعة الذين قالوا إن الطلاب المعتصمين في قاعة القراءة الرئيسية بالطابق الثاني من المكتبة تعدوا على ممتلكات الغير.
وشهدت الجامعة موجة احتجاجات جديدة مؤيدة لفلسطين، في مشهد يذكر باحتجاجات الربيع الماضي التي جعلت من كولومبيا مركزاً للحراك الطلابي المناهض للحرب الإسرائيلية على غزة في الولايات المتحدة.
وقف الاستثمارات في الأسلحة وأعلنت حركة “كولومبيا ضد الفصل العنصري”، المنظمة للاحتجاج، أن هدف احتلال المكتبة هو الضغط على الجامعة لوقف استثماراتها في الشركات الداعمة لـ”إسرائيل”.
وجددت مجموعة من المنظمات الطلابية مطالب سابقة للجامعة عبر وسائل التواصل الاجتماعي بوقف استثمار أموال تبلغ 14,8 مليار دولار في شركات صناعة الأسلحة وغيرها من المؤسسات التي تدعم الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وأظهرت مقاطع فيديو وصور على وسائل التواصل الاجتماعي المتظاهرين، الذين وضع معظمهم الكمامات، وهم يقفون على طاولات ويقرعون الطبول ويحملون لافتات كُتب عليها “إضراب من أجل غزة” و”منطقة محررة” أسفل الثريات في قاعة “لورانس إيه. واين” للقراءة في مكتبة بتلر.
وطالب المتظاهرون في المكتبة أيضاً بالإفراج عن محمود خليل، الناشط الفلسطيني وطالب الدراسات العليا في جامعة كولومبيا الذي لا يزال محتجزاً في لويزيانا، مع مواصلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب محاولاته ترحيل بعض الطلاب الأجانب المؤيدين للفلسطينيين من الجامعات الأميركية، قائلاً إن وجودهم يضر بمصالح السياسة الخارجية للولايات المتحدة.
حق التظاهر السلمي
إدارة الجامعة ردت بأنه لن يتم التسامح مع تعطيل الأنشطة الأكاديمية، في الوقت الذي علق فيه عمدة نيويورك إريك آدامز على الأحداث عبر منصة “إكس” بالتأكيد على دعمه لحق التظاهر السلمي مع رفضه القاطع لأي خروج على القانون.
من جهته، أعلن وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو مساء أمس عن بدء مراجعة أوضاع التأشيرات للمتظاهرين المشاركين في الاحتجاجات، في خطوة ستزيد من حدة التوترات، وخاصة بعد قرار إدارة ترامب سحب حوالي 400 مليون دولار من التمويل الفيدرالي المخصص للجامعة، على خلفية اتهامات بانتشار “معاداة السامية” في الحرم الجامعي.
ويقول الطلاب المتظاهرون، إن ترامب والسياسيين المحافظين المؤيدين بشدة لـ”إسرائيل” يخلطون بشكل غير عادل بين الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين و”معاداة السامية”.
ويتفاوض مجلس أمناء الجامعة مع الإدارة الأميركية بعدما ألغت في آذار الماضي منحاً بمئات الملايين من الدولارات للجامعة لأغراض البحث العلمي.
جدير بالذكر أن جامعة كولومبيا كانت في طليعة حركة الاحتجاج الطلابية الداعمة للفلسطينيين والمناهضة لـ”إسرائيل” التي شهدتها الجامعات الأميركية العام الماضي من جراء الحرب على غزة.