الثورة- منهل إبراهيم:
يؤكد العديد من المراقبين أن التواطؤ الغربي مع الاحتلال في قتل سكان غزة جعل الجريمة تطول كل من يجرؤ على كشف الحقيقة أو قولها، وتبيان الوجه البشع لجرائم “إسرائيل”، فهل حان الوقت لإنهاء هذا العار الغربي بكسر الصمت، والمساهمة بدعم قضية عدالة دولية سوف يذكر التاريخ أسماء داعميها باحترام، ويحكم بالخزي على المتواطئين سواء بالصمت، أو بنقل أكاذيب جيش الاحتلال الإسرائيلي وتبريره عمليات الإبادة في غزة.
وفي هذا الصدد وصفت صحيفة فايننشال تايمز صمت الغرب والولايات المتحدة، على ما يفعله الاحتلال بسكان قطاع غزة، بـ”المخزي”، وقالت: إن كارثة جديدة ستحل بالسكان، بسبب ائتلاف نتنياهو المتطرف.
وأوضحت الصحيفة، أن الهجمات المتتالية على سكان غزة الذين يعانون من كارثة، تجعل من الصعب عدم الظن أن الهدف النهائي لائتلاف نتنياهو المتطرف، هو ضمان أن تصبح غزة غير قابلة للحياة، وإخراج الفلسطينيين من أرضهم عنوة.
وأضافت فايننشال تايمز: “مع ذلك فإن الولايات المتحدة والبلدان الأوروبية التي تتخذ من “إسرائيل” حليفاً لها، وتزعم أنها تشترك معها في القيم، لم تصدر عنها عبارة تنديد واحدة، عليهم أن يخجلوا من صمتهم، ويجب عليهم الكف عن تمكين نتنياهو من التصرف في مأمن من العقاب”.
جيوب ضيقة
وقالت الصحيفة “بعد تسعة عشر شهراً من الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف من الفلسطينيين ونجم عنه توجيه اتهامات لإسرائيل بارتكاب جرائم حرب، ها هو بنيامين نتنياهو يعد العدة مرة أخرى لتصعيد هجوم إسرائيلي في غزة، تضع الخطة الأخيرة “إسرائيل” على مسار الاحتلال الكامل للأرض الفلسطينية، ومن شأنها أن تدفع بأهل غزة نحو جيوب أضيق فأضيق من القطاع المدمر، ولسوف تؤدي إلى المزيد من القصف المكثف وإلى قيام القوات الإسرائيلية بإخلاء المنطقة التي تحتلها بينما تدمر ما تبقى في غزة من منشآت قليلة”.
وأضافت فايننشال تايمز: “سوف تكون تلك كارثة أخرى تحل بسكان غزة الذين يعدون 2.2 مليون نسمة، والذين ما لبثوا يخضعون لما لا يمكن وصفه من المعاناة، كل هجوم جديد يجعل من الصعب عدم الظن بأن الهدف النهائي لائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف هو ضمان أن تصبح غزة غير قابلة للحياة وإخراج الفلسطينيين عنوة من أرضهم، لقد سدت “إسرائيل” على مدى شهرين السبل في وجه جميع المساعدات وحالت دون وصولها إلى القطاع، وباتت معدلات سوء التغذية بين الأطفال في ارتفاع مطرد، وتكاد المستشفيات القليلة التي ما زالت تعمل تخلو تماماً من الأدوية، بينما ترتفع الأصوات محذرة من المجاعة وانتشار الأمراض”.
نكبة غزة
وقالت فايننشال تايمز “عاد ترامب إلى البيت الأبيض متعهداً بإنهاء الحرب في غزة بعد أن ساعد فريقه في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين “إسرائيل” وحماس في يناير (كانون الثاني)، وافقت حماس بموجب الصفقة على إطلاق سراح الأسرى على مرحلتين، بينما كان يفترض أن تنسحب “إسرائيل” من غزة، وأن يتوصل الخصمان إلى وقف إطلاق دائم”.
وأوضحت الصحيفة البريطانية بالقول: “لكن خلال أسابيع من بدء سريان وقف إطلاق النار، أعلن ترامب خطته المثيرة للعجب لإخلاء غزة من الفلسطينيين تمهيداً لوضع الولايات المتحدة يدها عليها، ثم في شهر مارس (آذار) أسقطت “إسرائيل” وقف إطلاق النار وراحت بدعم من واشنطن تسعى إلى تغيير بنود الاتفاق، وصرح كبار المسؤولين الإسرائيليين منذ ذلك الوقت بأنهم ينفذون خطة نتنياهو لنقل الفلسطينيين من غزة، ويوم الاثنين الماضي قال وزير المالية اليميني المتطرف يسرائيل سموتريتش: “وأخيرا سوف نقوم باحتلال قطاع غزة”.
وتؤكد الصحيفة أن “إسرائيل” تدفع ثمناً مقابل أفعال نتنياهو، فالهجوم الموسع من شأنه أن يخاطر بحياة الأسرى، ويزيد من تقويض سمعة “إسرائيل” الملوثة أصلاً، ويعمق الانقسامات الداخلية، وصرحت “إسرائيل” بأن العملية الموسعة لن تبدأ إلا بعد زيارة ترامب إلى منطقة الخليج الأسبوع المقبل، وقالت: إن ثمة “نافذة” أمام حماس لإطلاق سراح الأسرى مقابل وقف مؤقت لإطلاق النار.
وختمت الصحيفة بالقول “لا ريب في أن حالة الارتباك العالمي التي أثارها ترامب قد شغلت الناس عن الانتباه إلى النكبة التي تحل بغزة، ولكن كلما طال أمد هذه النكبة، زاد تواطؤ الصامتين أو الذين يجبرون على السكوت”.