ماذا وراء التصعيد بين الهند وباكستان؟.

الثورة – ترجمة ختام أحمد :

في الحقيقة إن التوترات بين الهند وباكستان ليست جديدة، وما هي وليدة المرحلة الحالية، فالصراع مستمر منذ عقود من الزمن على أقل تقدير.

كان السبب المباشر للتصعيد الحالي بين الهند وباكستان، الذي شهد بالفعل طرد مواطنين من كلا البلدين، وقطعاً للمعاهدات والعلاقات التجارية، وتعبئة للقوات، وبعض المناوشات التي بدأت بهجوم نفذته جماعة تُسمى “جبهة المقاومة” في باكستان، وقد أسفرالهجوم المذكورعن مقتل ما يقرب من 30 سائحاً في كشمير، معظمهم من الهنود.

إن هذا الصراع ليس جديداً كما يبدو، فالبريطانيون هم من خططوا له منذ البداية، خلال التحضيرات لتقسيم الهند البريطانية إلى قسمين على الأقل، ولأنه كان من المستحيل تحويل منطقة بهذا التعقيد من العالم إلى دولتين قوميتين قائمتين على أساس عرقي، مهّد البريطانيون الطريق لأقرب بديل ممكن.

دولتان قوميتان يرتكز ادعاؤهما بـ”التجانس” على أساس ديني.في البداية، كان هذا القرار نابعاً من رغبة في استمالة بعض القوميات في البنغال لاستغلالها ضد الهندوس، إلا أنه زرع بذور صراع طويل الأمد ثبت أنه لا مفرّمنه، إذ إن الأسباب التاريخية كانت تعني أن كلا البلدين يضم سكاناً ينتمون إلى قومية الأغلبية في البلد الآخر.

تقع كشمير في قلب شبه القارة الهندية المتصدعة، ورغم أن غالبية سكانها من المسلمين، إلا أن نخبتها الحاكمة كانت هندوسية، لذلك رفضت كشمير في البداية الاندماج مع باكستان أو الهند، وسعت بدلاً من ذلك إلى تأسيس دولة مستقلة، فاعتبرالباكستانيون هذا القرارعبثياً، وسعوا، بدافع من النزعة الوحدوية، إلى الاستيلاء على كشمير بالقوة، الأمرالذي دفع بحكومتها إلى طلب ضمها إلى الهند مقابل الحماية.

بدورها كانت الهند مستعدة لاستيعاب كشمير، معتبرةً إياها وطناً لجميع الهنود في ظلّ رؤية إمبريالية فوق دينية، حول كشمير، اندلعت ثلاث معارك بين الهند وباكستان – في أعوام ١٩٤٧، و١٩٥٦، و١٩٩٩.

علاوةً على القضايا الدينية، تتمتع المنطقة بأهميتها الجيو-استراتيجية، فبفضل موقعها الجغرافي (عند ملتقى الهند وباكستان والصين وأفغانستان، وعلى حدود جبال الهيمالايا)، تُعدّ كشميرمحورشبه القارة الهندية، وتُشكّل أنهارها حواجز دفاعية طبيعية ممتازة لكلا الجانبين، وأراضيها خصبة للغاية.

بالنسبة لباكستان اليوم، تحظى كشمير بأهمية أكبربفضل الممرالاقتصادي الصيني الباكستاني (CPEC)، الذي يربط شينجيانغ بميناء جوادر الباكستاني، إلا أن المشروع يمرعبرجزء من كشمير تديره باكستان، مما يعني أن اندلاع حرب واسعة النطاق في المنطقة قد يُنهي المشروع، وربما يُنهي ارتباط باكستان بالصين، كما يُعدّ هذا الممر ضرورياً للغاية لتقليل اعتماد باكستان على الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية.

بالنسبة للهند، وبعيداً عن الأهمية التاريخية والجيواقتصادية الجوهرية لكشمير، يسعى رئيس الوزراء مودي إلى استعادة شرف الهند بعد الكارثة المهينة في بنغلاديش، حيث وقفت الهند مكتوفة الأيدي بينما خسرت حليفتها الإقليمية الرئيسية بسبب ثورة ملونة، دون أي رد فعل (على الرغم من اضطهاد الهندوس في الدولة المجاورة).

لا يمكن التنبؤ ما إذا كانت هذه التوترات ستتحول إلى صراع كبير، ولكن هناك مؤشرات قوية على استعدادات عسكرية من كلا الجانبين، فالنقطة المحورية هنا هي أن باكستان تتبنى مبدأ “الضربة الأولى” بالأسلحة النووية إذا ما هُدد وجودها بهزيمة عسكرية، أما الهند، فلن تستخدم الأسلحة النووية إلا رداً على هجوم نووي باكستاني.

من المهم الإشارة إلى أن كلا البلدين شريكان رئيسيان لروسيا، ويلعبان دوراً في استراتيجية موسكو الجنوبية، التي عوّضت فقدان شراكاتها الأوروبية والغربية، لذا، فإن أي صراع بينهما في كشمير لن يفيد إلا الغرب.

في هذه الحالة، وبما أن المصلحة الحقيقية تكمن في الغرب، يجدر التساؤل عن جدوى هجوم تشنه جماعة غامضة مرتبطة بشكل مباشر مع وكالة المخابرات المركزية الأميركية.

الخيار الأمثل في هذا السيناريو هو تدخل الدول الفاعلة في المنطقة مباشرةً لتهدئة التوترات واستقرارالوضع وإلا ستخسرهذه الدول الكثير من جراء هذا الصراع، وعملياً إذا خرج الوضع عن السيطرة، فقد تؤثر تداعياته على الكوكب بأسره.

آخر الأخبار
المستشار الألماني الجديد يحذر ترامب من التدخل في سياسة بلاده الشرع: لقاءات باريس إيجابية وتميزت برغبة صادقة في تعزيز التعاون فريق "ملهم".. يزرعون الخير ليثمر محبة وفرحاً.. أبو شعر لـ"الثورة": نعمل بصمت والهدف تضميد الجراح وإح... "الصليب الأحمر": ملتزمون بمواصلة الدعم الإنساني ‏في ‏سوريا ‏ "جامعتنا أجمل" .. حملة نظافة في تجمع كليات درعا سيئول وواشنطن وطوكيو تتفق على الرد بحزم على استفزازات بيونغ يانغ تنفيذي الصحفيين يجتمع مع فرع اللاذقية درعا.. تبرع بالدم لدعم مرضى التلاسيميا غارات عنيفة على النبطية .. ولبنان يدعو لوقف الاعتداءات الإسرائيلية "زراعة القنيطرة".. دعم الفلاحين بالمياه والمستلزمات للزراعات الصيفية فلاحو درعا يطالبون بتخفيض أسعار الكهرباء توفير الأسمدة والمحروقات أول عملية وشم واسعة النطاق للخيول الأصيلة في دير الزور إدلب: في أول جولة له بالمحافظة.. وزير الاقتصاد يطَّلع على الواقع الصناعي والتجاري مرتبطة بسمعة الطبيب السوري.. كيف يمكننا الاستثمار في السياحة العلاجية لا تكرار وسط مخاوف من التصعيد.. الاشتباكات تتواصل بين الهند وباكستان "المطبخ المركزي العالمي" يعلن نفاد مخزونه في غزة تفعيل أقسام مستشفى نوى الوطني ترامب يعتزم اعتماد بلاده لتسمية "الخليج العربي".. وإيران تحذر طرطوس.. حملة تبرع للدم لمرضى التلاسيميا