الثورة – ترجمة هبه علي:
اختتم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة زيارة رفيعة المستوى استمرت أربعة أيام إلى المملكة العربية السعودية وقطر والإمارات العربية المتحدة، أثمرت عن صفقات تجارية ودفاعية بمئات المليارات، وأطلقت شراكات تكنولوجية جديدة، وأعلنت عن تحول جذري في السياسة الأمريكية تجاه سوريا. وتهدف هذه الجولة، وهي أول رحلة دولية رئيسية للرئيس في ولايته الثانية، إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية الأمريكية مع دول الخليج، مع معالجة الصراعات الدائرة في أوكرانيا وإيران وغزة.
وصف الرئيس ترامب المهمة بأنها “تجارية، لا فوضوية”، مشدداً على أهمية إبرام الصفقات بدلاً من الدبلوماسية. وأعلن الرئيس الأمريكي في الرياض: “جيل جديد من القادة يتجاوز صراعات الماضي القديمة وانقساماته المملة”. وأضاف: “سنزيلها جميعاً. حظاً سعيداً لسوريا، أظهر لنا شيئاً مميزاً للغاية”، معلناً أن الولايات المتحدة سترفع العقوبات المفروضة عليها منذ فترة طويلة.
وتمثل هذه الخطوة أول لقاء بين رئيس أمريكي وزعيم سوري منذ عام 2000. وفي حين لم يذكر الرئيس الأمريكي أي شروط، أوضح وزير الخارجية ماركو روبيو في وقت لاحق أنه تمت الموافقة على إعفاء مؤقت من العقوبات في الوقت الحالي، في انتظار مراجعة الكونجرس.
كشف الرئيس الأمريكي أيضاً عن اتفاقيات تجارية قال إنها قد تصل إلى 4 تريليونات دولار، بما في ذلك 600 مليار دولار من الالتزامات السعودية باستثمارات أمريكية، و243 مليار دولار من الصفقات القطرية، و200 مليار دولار من المبادرات الإماراتية الجديدة. ومن أبرز الأحداث توقيع طلبية طائرات بقيمة 14.5 مليار دولار من الاتحاد للطيران، وإطلاق شراكة تسريع الذكاء الاصطناعي بين الولايات المتحدة والإمارات العربية المتحدة. تمنح هذه الاتفاقية الإمارات العربية المتحدة إمكانية الحصول على 500 ألف شريحة ذكاء اصطناعي متطورة من إنفيديا سنوياً، مع مراعاة ضوابط التصدير الأمريكية المصممة لمنع الوصول الصيني.
في المملكة العربية السعودية، شجع الرئيس ترامب ولي العهد الأمير محمد بن سلمان على الانضمام إلى اتفاقيات إبراهيم، واستضاف منتدى استثمارياً أمريكياً سعودياً ضم رؤساء تنفيذيين من بلاكستون وسيتي جروب وبالانتير. وتضمن المنتدى الإعلان عن مشروع سعودي لأشباه الموصلات في مجال الذكاء الاصطناعي بقيمة 10 مليارات دولار، واستثمارات أمريكية في البنية التحتية للطاقة والبيانات بقيمة 20 مليار دولار.
في قطر، التقى الرئيس ترامب بالأمير تميم بن حمد آل ثاني، ووضع اللمسات الأخيرة على مشروع ضخم لتطوير قاعدة العديد الجوية الأمريكية بقيمة 38 مليار دولار. وشهدت الزيارة أيضًا توقيع الخطوط الجوية القطرية صفقة لشراء ما يصل إلى 210 طائرات بوينغ. وحضر الرئيس الأمريكي مراسم تسليم كأس العالم، وحث قطر على أن تكون قناة خلفية في المحادثات الأمريكية الإيرانية.
