جهاد اصطيف:
نظمت جامعة حلب- مكتب الشباب، ندوة بعنوان “الحراك الطلابي ودوره في الثورة السورية” إحياء لذكرى المظاهرة الكبرى التي شهدتها الجامعة ضمن الحراك الطلابي قبل أكثر من ١٣ عاماً، شارك في الندوة عضو هيئة تدريسية في كلية الاقتصاد- رئيس جامعة حلب في المناطق المحررة سابقاً الأستاذ الدكتور عبد العزيز الدغيم، ومعاون محافظ حلب لشؤون العلاقات العامة المهندس ملهم عكيدي، ومنسق مكتب التخطيط الاستراتيجي في الدفاع المدني السوري المهندس عز الدين أبرم.
أبناء سوريا
وأوضح الدكتور الدغيم خلال محوره أن الكثير من أبناء سوريا شاركوا في الثورة المباركة، خاصة الذين كانوا يعيشون في المناطق المحررة قبل تحرير سوريا كاملة من النظام البائد وزبانيته، مشيراً إلى أنه تم إنشاء جامعة حلب في المناطق المحررة وتضم الآن أكثر من ١٥ ألف طالب وطالبة، وأكثر من ١٥٠٠ طالب دراسات عليا، مشدداً على أن طلاب الجامعة لم يكونوا فقط طلاباً، بل كانوا قادة في الأمة وعاملاً أساسياً من عوامل التحرير، واجتهدنا على هذا الأمر كثيراً، خاصة من النواحي الإدارية والبشرية والتعليم والتدريب من دون أن ينسى الطلبة دورهم لدى تلبيتهم النداء ومواكبتهم في معركة تحرير سوريا.
وأشار إلى أهمية دور الحراك الطلابي في صناعة الثورة وكيفية التعايش مع بقية أبناء الشعب السوري بعد التحرير من دون التمييز بين أبناء الشعب الواحد ليتمكنوا من بناء سوريا بسواعد أبنائها الأحرار.

أكبر مظاهرة طلابية
المهندس العكيدي أكد أن المشاركة اليوم بذكرى إحياء خروج أكبر مظاهرة طلابية في جامعة حلب بتاريخ 2012/5/17، والتي عدت كأكبر حراك طلابي في سوريا، إنما جاءت فرصة لنسرد من خلالها حكاية الثورة في جامعة حلب التي قدمت الكثير من الشهداء وعرفت بمواقفها النضالية والبطولية، لافتاً إلى أهمية أن يكون الطالب مسؤولاً، بمعنى كيف يخدم الطالب بلده ومجتمعه في سبيل بناء سوريا المستقبل، مشيداُ بأهمية الحراك الطلابي الذي كان ملهماً جداً ليس فقط لطلبة جامعة حلب بل للثورة السورية عموماً، وتعريف الطلبة بأهمية الشأن العام إلى جانب تلقيه الدراسة ليكون فاعلاً في بناء المستقبل.
منبت للحرية والكرامة
فيما قدم المهندس أبرم خلال محوره شرحاً مفصلاً عن كيفية تنشئة التنسيقيات مع بداية انطلاق الثورة وبلورتها وتنظيمها بشكل أوسع تنظيمياً وإدارياً مع بداية انطلاق الثورة بشعور مليء بالفرح والسعادة، رغم الصعاب والتحديات التي كان يفرضها النظام البائد، والتقينا الآن بعد أكثر من 13 سنة بنفس المكان الذي انطلقنا منه، مضيفاً: إن جامعة حلب أثبتت اليوم أنها لم تكن ساحة للنضال فقط، وإنما كانت منبتاً للحرية والكرامة، وقدم طلابها أغلى ما يملكون من أجل الوصول إلى هذه اللحظة، معتبراً أن الحرية والكرامة لا يمكن أن تنفصلا عن بعضهما البعض، فالجامعات وجدت لبناء العقول والأوطان، وأن رسالتنا التي أردنا أن نوصلها للطلاب اليوم من جامعة الثورة “حلب” أن حافظوا على الإنجاز العظيم الذي حققناه بعد تحرير سوريا، وأن اعملوا من أجل بناء ورفعة وطننا الحبيب سوريا.
حضر الندوة رئيس جامعة حلب الأستاذ الدكتور محمد أسامة رعدون، وممثل الإدارة السياسية في الجامعة، وعدد من الدكاترة وحشد من الطلاب، وأدارها الأستاذ بشير حاوي.
وكانت جامعة حلب نظمت وقفة اليوم في ساحة كلية الطب البشري، إحياءً لذكرى المظاهرة الكبرى التي شهدتها الجامعة ضمن الحراك الطلابي، وتكريماً للشهداء الذين ارتقوا دفاعاً عن الحرية الكرامة، تخللتها كلمات خطابية حماسية ورسائل رمزية، استذكاراً لتضحيات من خطوا بدمائهم بداية الطريق نحو التغيير والتحرير، وإحياء للقيم التي ناضل من أجلها الشهداء.