نقل مواقف الباصات لجسر الوزان .. بين الحل المروري والعبء الاقتصادي

الثورة – ثورة زينية:
نقلت إدارة المرور في دمشق مؤخراً مواقف انطلاق عدداً من خطوط الباصات والميكروباصات من جسر الحرية في منطقة فكتوريا وسط العاصمة إلى خارج دمشق عند جسر الوزان في دمر، وهو مركز تبادلي سابق.
الخطوة جاءت في إطار تخفيف الازدحام الشديد عند محور جسر فكتوريا، وكانت تنطلق الباصات والميكروباصات من جسر الحرية لتلتف عند جسر فكتوريا، وتعود إلى طريق ساحة الأمويين- حسب بيان كانت أصدرته إدارة المرور، ونقلت بموجب هذه القرار تسعة خطوط، تضم خطوط النقل باتجاه مناطق وادي بردى، وعين الفيجة، والديماس، في كل من ضاحية الفردوس، ومساكن الديماس، وجديدة الشيباني، جديدة الوادي، وأشرفية الوادي، وعين الخضرة، وعين الفيجة، بسيمة، وقرى الشام، وأصبح المركز التبادلي في جسر الوزان نقطة الانطلاق من وإلى المناطق المذكورة آنفاً، كما نقلت خطوط الصبورة والديماس إلى مركز الانطلاق في منطقة السومرية نهاية أوتوستراد المزة.

شكوى

ورغم الآثار الإيجابية التي بدت واضحة للعيان منذ أول يوم تم فيه نقل الخطوط من تخفيف لحدة الازدحام المروري في الشوارع المحيطة، وتحسن الحركة داخل مركز الانطلاق لجهة انخفاض كبير بأعداد الميكروباصات المتوقفة، إلا أن قرار نقل الخطوط خارج دمشق قوبل بالشكوى من قبل المواطنين، وتواصلوا مع العديد من وسائل الإعلام التي نقلت شكواهم ومطالباتهم بإعادة هذه الخطوط إلى مركز الانطلاق وسط دمشق، ولم تتطرق في معالجتها للموضوع- حسب متابعتنا لمعظم التغطيات الخاصة بهذا الموضوع- إلى الجانب الإيجابي لعملية نقل الخطوط، حتى أن بعضهم ذهب بعيداً في شكواه كيف تنقل تلك الخطوط إلى خارج دمشق على محور وادي بردى– عين الفيجة، وتبقى خطوط مثل دمر وقدسيا والهامة رغم أن المناطق الثلاث المذكور لا تبعد عن دمشق سوى 7 إلى 8 كيلومترات، بينما تصل أقل مسافة بين الخطوط المنقولة ومركز الانطلاق في جسر الحرية إلى ما يفوق 20 كيلومتراً.
صحيفة الثورة ولتقديم مادة متوازنة عن هذا الموضوع الهام الذي يتعلق بالحياة اليومية للمواطن، استطلعت الواقع في جسر الوزان، ونقلت آراء بعض المواطنين ومطابقتها بما لمسته على أرض الواقع، كما انتقلت إلى مركز الانطلاق في جسر الحرية ونقلت الأصداء والنتائج التي ترتبت عن عملية نقل الخطوط المذكورة آنفاً.
عبد الرحيم قرنفل- مدرس في دمشق بين أنه أصبح مضطراً لركوب أكثر من وسيلة نقل للوصول إلى وجهته، كما أنه مضطر للخروج من منزله في قرية أشرفية الوادي بوقت مبكر جداً للوصول إلى عمله في الوقت المحدد.

ترحيل أزمة الازدحام المروري

راميا الجندي- طالبة في كلية الحقوق، أكدت أن هذا القرار في غير محله وكان من المفروض عدم ترحيل أزمة الازدحام المروري إلى خارج المدينة بل العمل على بناء منظومة نقل عامة متكاملة تراعي الوقت والتكلفة المادية وتوفير بدائل نقل فعالة ومريحة وسريعة، وحسب قولها فإن المبلغ الذي تدفعه كأجرة طريق يومياً تضاعف، مضيفة: لا يجب أن نحقق الهدف المروري ونتجاهل العبء الاجتماعي.
ولدى السؤال عن الموضوع، أفاد أحد السائقين أن أجرة الميكروباصات على الخطوط المنقولة تم تخفيضها من 4 إلى 3 آلاف ليرة، وهو نفس المبلغ الذي يمكن أن يدفعه الراكب من جسر الوزان إلى جسر الحرية، ولم يتغير بحسب قوله شيء بهذا الخصوص لجهة زيادة التكاليف وما شابه،
رائد عبيد- موظف حكومي، شكا من أنه يعاني من الحصول على وسيلة نقل تقله إلى دمشق بعد وصوله إلى جسر الوزان قادماً من مساكن الديماس، وأن انتظاره قد يطول لأكثر من ساعة للحصول على واسطة نقل للوصول إلى عمله، لكن وللمفارقة وفي أثناء تواجدنا عند جسر الوزان كانت هناك العديد من الميكروباصات والفانات الصغيرة تنتظر وصول ركاب لإيصالهم إلى دمشق، عدا عن الميكروباصات القادمة من مناطق دمر، وقدسيا، والهامة، وضاحية قدسيا، ومشروع دمر، ووادي المشاريع، وحي الورود، على اعتبار أن جسر الوزان نقطة مرورية هامة تصب فيها عشرات الخطوط القادمة من شمالها وغربها.
السائقون هم أيضاً لم ترق لهم عملية نقل الخطوط، وأنهم كانوا يحملون ركاباً إضافيين من المناطق الواقعة على الطريق إلى مركز المدينة، كما أنهم اضطروا لخفض الأجرة التي كانوا يتقاضونها من الركاب إلى ما يقرب من 3 آلاف ليرة- حسب ما أفاد به السائق نور الزيات الذي طالب بإعادة الخطوط إلى جسر الحرية، مقترحاً ألا تتوقف الميكروباصات داخل الجسر، بل تنقل الركاب إلى طرفه وتكمل طريقها مباشرة إلى وادي بردى، مشيراً إلى أنه جرب مرة الوصول إلى جسر الحرية، إلا أنه تلقى مخالفة تغيير الخط بغرامة وصلت إلى 130ألف ليرة سورية وحجز الميكروباص من قبل فرع المرور بدمشق لمدة ثلاثة أيام و10 آلاف ليرة يومياً لكراج الحجز.

وللعلم فإنه في حال تكرار مخالفة تغيير يُحجز السرفيس لمدة 10 أيام بمبلغ إضافي يصل لـ 100 ألف ليرة، وتصل العقوبة إلى شهر في حال تكررت المخالفة للمرة الثالثة، ما يزيد التكلفة عدة أضعاف.
على المقلب الآخر وتحت جسر الحرية في مركز الانطلاق بدا المشهد أقل ازدحاماً وأضحت ممرات وقوف الميكروباصات أكثر تنظيماً، وبقي 7 خطوط نقل: ضاحية قدسيا– مشروع دمر– حي الورود– وادي المشاريع– قدسيا– دمر– الهامة، إضافة لتوفر الميكروباصات والفانات بشكل جيد لمن يريد الوصول إلى جسر الوزان، ولم نلحظ أبداً أزمة في هذا الإطار بعدم وجود وسائط نقل من جسر الحرية إلى الوزان.
أحد عناصر المرور في مدخل جسر الحرية، وفيما كان ينظم حركة السير، أكد أن الوضع تحسن بشكل مقبول بعد نقل الخطوط التسعة وتحسنت الحركة بوضوح على المحور من وإلى ساحة الأمويين.

إجراءات ضرورية

المهندس محمد زينو- خبير متخصص بهندسة الطرقات يعمل في البحرين التقيناه خلال زيارة لذويه بدمشق، فقال: ربما تكون بعض القرارات أحياناً فيها شيء من الإجحاف بحق المواطن لكن هنا لم نجد إجحافاً بمعناه الحقيقي في هذه المرحلة، وبعض الألم قد يكون ضرورياً للتخلص من الأمراض المستعصية، ودمشق بوضعها الحالي تحتاج إلى إفراغ تدريجي من بؤر الازدحام المروري.
فالكثير من الشكاوى التي تلقيناها كان فيها مبالغة، والكل يريد أن يصل إلى وسط العاصمة المختنق بالأعداد الهائلة من المركبات والسيارات، فدمشق لم تعد تحتمل المزيد، وهذه الإجراءات الإسعافية الحالية تتم بغية تقديم إنعاش بسيط، على أمل إجراء جراحات كبرى لإخراج العاصمة دمشق من دوامات الازدحام وأزمات النقل والمرور والتلوث البيئي الكبير الذي لحق بها، من خلال تنفيذ مشروعات استراتيجية مثل الميترو والعقد المرورية الضخمة وإدخال وسائط نقل حديثة ومتطورة وصديق للبيئة.

آخر الأخبار
معسكرات تدريبية مجانية للنشر العلمي الخارجي بجامعة دمشق "كايزن".. نحو تحسين مستمر في بيئة العمل السورية نحو اقتصاد سوري جديد.. رؤية عملية للنهوض من بوابة الانفتاح والاستثمار بناء اقتصاد قوي يتطلب جهداً جم... اليابان تدرس.. ونائب أمريكي: يجب تعزيز التحالف مع سوريا استطلاع (الثورة) للشارع السوري في فرنسا حول رفع العقوبات مسابقة الخطلاء للشعر النبطي تخصص لسورية صيدلية مناوبة واحدة في مدينة طرطوس والنقابة توضح حذف الأصفار من العملة.. ضرورة أم مخاطرة؟! تأخر في استلام أسطوانة الغاز بدرعا مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للعدالة الانتقالية نقل مواقف الباصات لجسر الوزان .. بين الحل المروري والعبء الاقتصادي مرسوم رئاسي بتشكيل الهيئة الوطنية للمفقودين قوافل حجاج بيت الله الحرام تبدأ الانطلاق من مطار دمشق الدولي إلى جدة مرسوم رئاسي حول الهيئة العامة للتخطيط والتعاون الدولي "السورية للمخابز": تخصيص منافذ بيع للنساء وكبار السن  د. حيدر لـ"الثورة": زيادة "النقد" مرتبط بدوران عجلة الاقتصاد  وفد صناعي أردني  و٢٥ شركة في معرض "بيلدكس" وتفاؤل بحركة التجارة نوافذ التفاؤل بأيدينا...    د .البيطار لـ"الثورة": الدولة ضمانة الجميع وبوابة النهوض بالمجتمع  "الاختلاف" ثقافة إيجابية.. لماذا يتحول إلى قطيعة وعداء؟ الأمم المتحدة تكرر رفضها لخطة المساعدات الإسرائيلية الأمريكية لغزة