الثورة – فؤاد مسعد:
يشارك الفيلم الروائي القصير “كما يليق بك” ضمن المسابقة الرسمية لمهرجان الدشيرة الدولي للسينما في المغرب، الذي يقام بين 21 و 25 من الشهر الحالي.
والفيلم من إخراج كوثر معراوي التي قامت بالمعالجة الدرامية له، تأليف رولاف الأيوبي، بطولة: عباس الحاوي، راما زين العابدين، علاء زهر الدين، لينا صالح، صخر قاسم، حمدي حجيرة، محمد طرخون، وإنتاج المؤسسة العامة للسينما.
حول أهمية المشاركة في المهرجان تحدثت المخرجة “معراوي” لصحيفة “الثورة” قائلة: “الأهمية تكمن في المشاركة بذاتها، بغض النظر عن نيل جائزة ما، فاختيار الفيلم من ضمن مجموعة كبيرة من الأفلام المقدمة، هو أمر بحد ذاته إنجاز، وهذه المرة الأولى التي أتشرف بها بالمشاركة في مهرجان مغربي، وأتمنى لهم النجاح والتوفيق وللأفلام المشاركة”، وتشير إلى أن الفيلم سبق أن شارك في مهرجان ليبيا السينمائي ونال جائزة لجنة التحكيم.
يتناول “كما يليق بك” موضوع الفقد، مؤكدة أن للفقد أشكالاً كثيرة وردود فعل مختلفة، فإن كان الشخص هو عماد الأسرة ربما يؤدي ذلك إلى زعزعتها بسبب مواجهتها للحياة من دونه، لأنه كان الدرع الحامية والحاجز بين الحياة القاسية وهذه العائلة.
وبالتالي يرصد الفيلم حالة الفقد والنكران بداية للوصول إلى تفكك العائلة، ثم ترميم جراح البطلة عبر تقبلها لفكرة الرحيل، ولو بعد حين، واقتناعها أن عدم نسيان الأشخاص يبقيهم أحياء بيننا، أما شقيقها فلم يحتمل العبء وانهار ليسقط في براثن الحياة السيئة.
يحمل الفيلم رسالة مفادها أن من يعيش في ذاكرتنا من المستحيل أن يرحل عنا، وضمن هذا الإطار تتحدث المخرجة كوثر معراوي عن كيفية ملامستها سينمائياً للحالة الإنسانية التي يطرحها الفيلم، تقول: “عولجت حالة الفقد من خلال استحضار الذكريات الجميلة، التي تسبب غصة ووجعاً لا يفارق ملامح وتصرفات الشخصية الرئيسية وبقية الشخصيات، وتأثير الفقد على حياتهم من خلال اختزال الذاكرة في الماضي مع الحاضر، وتباين الحالات النفسية للشخصيات في تألقها فيما مضى وانطفاؤها فيما بعد، لنرى أن كل ما نفقده أو نخسره في الحياة مهما عظمت أهميته أو قلّت، فهو يغير فينا الكثير ويسرق منا في كل مرة بهجة من مباهج الحياة، وهذا ما نراه في الصورة السينمائية التي قدمت عبر الفيلم”.