الثورة – همسة زغيب:
تحتاج حرفة صناعة الآلات الموسيقية الشرقية إلى حرفيين ماهرين قادرين على إنجازالمميزمنها، وضمن هذا الإطار يتم إنتاج الأعواد المطعّمة بالصدف والموزاييك، برع فيها الحرفي المهندس “فراس السلكا” شيخ كارصناعة الأدوات الموسيقية وتطعيمها بالصدف والموزاييك.
والذي تحدث عن حرفته لصحيفة الثورة، التي ورثها عن والده، وقد طوّرصناعة العود للحفاظ على تراث وعراقة الآلة، دامجاً التراث بالعلم لابتكار تقنيات حديثة لتطويرالآلات الموسيقية، مستفيداً من دراسته للهندسة المدنية، وقد درس آلة العود وكيفية عملها وبرمجها لتعطي اهتزازاً معيناً لإخراج الصوت الجميل، معتمداً على الحاسوب في التصميم.
ويشرح السلكا طريقة صناعة العود موضحاً أنها تمربأكثر من مرحلة، بداية من التخطيط للشكل والتصميم، ودراسة كيفية صناعتها بجودة عالمية واختيار الأخشاب، فالأفضلية لأخشاب الجوز لأنها تمتلك ميزات فيزيائية تساعد في عملية الزخرفة، ومن الضروري استخدام كلّ المواد الطبيعية الموجودة، ابتداءً من العظم كالصدف الطبيعي، وخشب الموزاييك الملون، أما الحفر حالياً فيعتبر خطوة جريئة بكلّ أنواع الزخرفة، كما تمّ استبدال الخشب بالنحاس، بالتعاون مع شيخ كار النحاسيات “محمد الشايب” كتجربة جديدة لصنع أعواد من النحاس تستخدم أيضاً للعزف.
وبيّن السلكا أنه يمكن التمييز بين أنواع الأعواد الموسيقية من خلال الحجم ونوع الخشب، لكن وجه العود السوري يتميز بوجود ثلاث فتحات دائرية، يطلق عليها محلياً اسم “القمرات”، و”يفضل الدمشقيون الفتحة الدائرية لينقش الصانع اسمه، ويحفر المقامات الموسيقية فيها، وآلة العود تقسم إلى جزأين أساسيين، صفيحة من الأمام وهي وجه العود وظهر العود ويسمى “الطاسة”، يعمل صاج العود كعاكس ومرآة للصوت.
يذكر أن شيخ الكارفراس السلكا من مدربي “حاضنة دمر المركزية” للفنون الحرفية والتراثية، له مؤلف جامع عن الأخشاب ومواصفاتها الفيزيائية والميكانيكية، كما شارك بالعديد من المعارض العالمية والمحلية، منها “اكسبو دبي”.