الثورة- منذرعيد:
تأكيد أميركي- أوروبي على ضرورة المضي قدماً والإسراع في عملية دعم سوريا اقتصادياً، وما قاله وزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية ماركو روبيو خلال جلسة استماع للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي بضرورة إلغاء «قانون قيصر»، الذي يفرض عقوبات صارمة على
سوريا، تردد صداه في بروكسل من خلال ما غردت به مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس عبر منصة X :إن وزراء خارجية التكتل وافقوا يوم الثلاثاء على رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا.
إدراك كلّ من الأميركي والأوروبي، بتلازم ثنائية ” الرخاء الاقتصادي والاستقرار الأمني”، إذ لا استقرار في المنطقة دون أمن سوريا وأن لا أمن داخلي في سوريا دون استقرار وتعافي اقتصادي، كان الدافع الرئيس وراء قرارهما برفع العقوبات عن دمشق، وضرورة دعمها للسير بثبات في المرحلة الجديدة نحو مستقبل مزدهرآمن، وهو ما أكده وزير خارجية أميركا بالأمس بقوله”: إن بلاده تريد نجاح الحكومة السورية الحالية، محذراً من أن البديل سيكون “حرباً أهلية شاملة وفوضى” من شأنها أن تُزعزع استقرار المنطقة بأكملها، موضحاً أن فشل حكومة دمشق سيشكل تهديداً مباشراً للاستقرارالإقليمي، حسب ما ذكرت قناة “الأناضول” التركية.
قراءة واشنطن العميقة لانعكاسات استمرار فرض العقوبات على دمشق، وغرق البلاد بوضع اقتصادي مزر، دفعها إلى التحذير من أن ذلك سيكون له انعكاس مباشر وكبير على أمن المنطقة برمتها عامة، ودول الجوار خاصة، ليقول روبيو: “إذا نظرنا إلى المنطقة بعد عامين من الآن، حيث تكون سوريا ولبنان مستقرّيْن، سيفتح ذلك فرصاً هائلة في المنطقة لتحقيق السلام والأمن وإنهاء الصراعات والحروب، وهي من الواضح مهمة كبيرة وتحتاج إلى تفكيرواسع النطاق، لكنّها فرصة».
أوروبا على ذات الخطا
ذات القراءة والرؤية التي قدمها روبيو أمام “الكونغرس”، كانت حاضرة في دفاتر الدبلوماسية الأوروبية في بروكسل لتؤكد الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، عقب إعلان “الأوروبي” عن رفع العقوبات، أنه لا سلام في سوريا دون تعافٍ اقتصادي واستقرار، وتضيف :”كلنا بحاجة إلى سوريا مستقرة، وبحاجة إلى منح الشعب السوري فرصة”، حسب ما ذكر موقع “تلفزيون سوريا”، ذات الأمرأكده المبعوث الألماني الخاص إلى سوريا ستيفان شنيك بقوله: إن قرارالاتحاد الأوروبي رفع العقوبات عن سوريا يشكل خطوة إيجابية نحو تحقيق الاستقرار في سوريا الذي هو انعكاس لاستقرار المنطقة، حسب ما نقلت قناة “الجزيرة”.
من المؤكد أن قرارواشنطن وبروكسل بالانفتاح على سوريا، اقتصادياً وسياسياً، يشكل خطوة ايجابية، تساعد الإدارة السورية الجديدة بالانتقال إلى مرحلة التعافي، وبناء دولة قوية مزدهرة اقتصادياً، مستقرة أمنياً، ينعكس بطبيعة الحال على استقرار المنطقة، ويمتن علاقات دمشق مع الدول الأخرى على مبدأ الاحترام المتبادل، وهذا ما أكدته أيضاً وزارة الخارجية والمغتربين في بيانها أمس على “تلغرام” عندما قالت: ” اليوم، ما تحتاجه سوريا أكثرمن أي وقت مضى هو الأصدقاء، لا المعوقات، نحن نبحث عن شركاء حقيقيين في إعادة بناء مدننا، وإعادة ربط اقتصادنا بالعالم ومداواة جراح النزاع، وتتطلع سوريا اليوم إلى الارتقاء بهذه العلاقة من مجرد دعم إنساني إلى شراكة اقتصادية وسياسية حقيقية.
،فمصالحنا المشتركة في الاستقرار والازدهار تفرض علينا تعميق التعاون والانخراط الفاعل”.