الثورة – همسة زغيب:
يتميز البساط العربي بالإبداع والتجديد والأصالة وجودته العالية وألوانه الزاهية الجميلة، واشتهرت سوريا منذ القديم بصناعته، بأساليب تقليدية وأفكار جديدة بلمسة تعبيرية فريدة، وشهد تطوراً كبيراً في إنتاج قطع فنية منه تعكس التغييرات الثقافية والاجتماعية.
يؤكد شيخ كار حرفة النسيج اليدوي سامر ديركي، أن حرفة نسج البسط الصوفية الملونة تعتبرمن الفنون الشعبية العريقة، وتعكس حضارة الماضي، وقد تأثرت بالطبيعة الريفية والبدوية، وتعتبر رمزاً للتاريخ والهوية والتراث.
ويشير إلى أن البسط عبارة عن سجاد يُحاك من الصوف الطبيعي والمنسوج يدوياً ويزين بشراشيب، ويحتاج إلى مهارة عالية وذوق ودقة وقدرة على تنسيق الألوان والرسومات الجميلة والنقوش المستوحاة من التراث العريق.
وبيّن ديركي أن بسط الفرش العربي والمخدات المزخرفة والملونة لا تزال مطلوبة حتى اليوم، لأنها قطع فنية قيّمة وغاية في الجمال تُصنع يدوياً من خيوط الصوف الطبيعي أو شعر الماعز والقطن، احترفها الآباء والأجداد ولا يزال الإقبال عليها كبيراً لأنها تجذب العيون بألوانها المعقّدة، كمثال للدفء والحنان لرائحة الماضي.
وليست مجرد قطع فنية فقط، بل قصص تروي عبق الثقافة والتاريخ بأيد ماهرة ومحترفة أبدعت بتنسيق خطوطها الملونة بعدة ألوان مثل “الأحمر والأسود والخمري والأبيض والأخضر”، ما يعكس ذوق أهلها المستمد من الماضي بدقّة ومهارة عالية، كما يدوم استخدامه لفترة أطول، لتزين البيوت، والمتاجر، والمقاهي، والفنادق والديكورات الحديثة الممزوجة بالأصالة، وتوضع على الأثاث والكراسي، والجدران أو كسجاد يفترش على الأرض وخصوصاً في الديوانيات (المضافات) الكبيرة، وأصبحت تستخدم في صناعة حقائب اليد.
ولفت شيخ الكار سامر ديركي إلى ضرورة الاهتمام بالبساط العربي التراثي الجميل، لأنه يعكس ماضياً عريقاً وإرثاً غنياً بالأعمال الفنية ذات الأصالة، والبسط غالية الثمن نظراً لجودة الصوف كما أن العمل يحتاج إنجازه إلى وقت وجهد ودقة متناهية، ومهارة عالية.