الثورة:
ولد محمد بدوي الديراني بمدينة داريا في غوطة دمشق الغربية بمحافظة ريف دمشق، وسكن حي الميدان بدمشق (1894 – 1967 م).
لُقِّب بشيخ الخطاطين في بلاد الشام، له آثار فنية راسخة في سورية والمملكة العربية السعودية، وهو مؤسس المدرسة الشامية في خط التعليق (الفارسي) التي تميزت بتجديد الحروف وتشذيبها بانسجام فريد.
سافر إلى القاهرة وصادق نجيب هواويني، خطاط الملك فاروق، وذهب بعدها إلى الإسكندرية لدراسة الخط المرقوم في مساجدها، وأخيراً حلّ في العراق للاستفادة من تجربة الخطاط المعروف هاشم محمّد البغدادي.
وضع بدوي الديراني الآيات القرآنية في أهم جوامع العاصمة السورية، منها جامع الروضة في حي الروضة وجامع المنصور في منطقة المجتهد وجامع الدقاق في حي الميدان وجامع المرابط في حي المهاجرين وجامع الفردوس في حي القصاع.
وكُلّف بالإشراف على بناء مؤسسة عين الفيجة، وهي من نفائس العمارة الدمشقية، التي وضع على جدرانها الخطوط المحفورة على الرخام والخشب، وعلى جدران المجلس النيابي السوري بعد تدميره خلال العدوان الفرنسي على دمشق سنة 1945، كما خطط كل شهادات المتخرجين من جامعتي دمشق وحلب.
كما وضع الديراني خلال أدائه فريضة الحج عام 1939 اللوحة الرخامية الموجودة في داخل المسجد النبوي الشريف، والتي كتب عليها بالذهب الآية الكريمة: “يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِداً وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً”.
أعطى الحروف في فنه طابعاً دمشقياً، منطلقاً من البساطة والوضوح مبتعداً عن التنافر والمبالغة، متجاوزاً القاعدة لسلامة التذوق.